د.سعد بساطة
مقالي الأسبوعي خفيف- تغيير شكل-.
منذ خلق البشر؛ كان همهم حماية أجسامهم تجاه قسوة الطبيعة؛ يقال انهم تغطوا بورقة التوت..ثم استخدموا الفراء والجلود، وكان أكثر همهم حماية أقدامهم من الصخور والأشواك والحشرات، وابتدعوا ما أصبح يدعى بالحذاااء!
هل سنتحدث عن حذاء أبو القاسم الطنبوري؟
الذي امتلأ بالرقع بسبب بخله، وعندما قرر التخلص منه، طفق يعود إليه ضمن سلسلة من الأحداث الطريفة.
وهنالك الإسكافي حنين الذي غضب من أعرابي ساومه على شراء خف، فغضب وقرر أن يكيد له، ورمى أحد الزوجين في طريقه، فقال في نفسه” ما أشبه بخف حنين”، بعد مسافة وجد الفردة الأخرى.. نزل من على راحلته والتقطها، وركض عائداً ليلتمس الثانية؛ أضاع في الطريق بعيره وعاد لأهله بالخيبة و..”خفي حنين”!
ضرب المثل في البذخ الزائد التاريخ المعاصر بأحذية إيميلدا زوجة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس ستينات القرن الفائت، مثل ماري أنطوانيت، والتي كانت بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في البلاد آنذاك؛ تحتفظ بألوف الأحذية الغالية!
يقول سيدني شيلوني في كتابه ” غضب الملائكة” ( ص١٢٦): [حذاء المرء ينبئ بالكثير عن شخصيته]؛ وهذا نراه في في الحذاء الطائر لمنتصر الزيدي حيث قام كاحتجاج شهير برمي وجه الرئيس الأمريكي بوش بحذائه في مؤتمر صحفي ببغداد ٢٠٠٨!
لن أخوض بأسعار الأحذية، فقد وصل أحدها _ انجليزي الانتماء_ إلى ٧ آلاف دولار؛ وهنالك ماركات عالمية رياضية وغيرها( نايك، بوما)!
سنتحدث عن أقدم الأحذية المكتشفة؛ هي اسبانية المنشأ وسميت ( إسبادريل)؛ و اكتشفت في كهوف بالجنوب، يعود تاريخها إلى ٥٥٠٠ قبل الآن..،
وجارتها إيطالية التي تشبه جغرافياً بأقاليمها العشرين الحذاء ذو الساق الطويلة!
في بلادنا ينتعل الريفيون ” الصرماية الحمراء” المقاومة للمناخ، وسميت كثير من العائلات باسم المهنة( صرماياتي_ قباقبجي..الخ.)!
استشهد هنا بعبارة للكاتب المغربي؛ وردت في كتابه الأشهر((الخبز الحافي!)، حيث يقول في لمحة مؤلمة على لسان البطل الذي عانى من الفقر في شبابه” ماذا يفيدني شراء حذاء غال الآن.”.في حين قدمي بسبب الشيخوخة؛ قد عجزتا عن المشي”؟
كتب كثيرون متفكهين بسرقة الحذاء من الجامع، وسخر كاتب لبناني( غازي القهوجي)؛ من شعب غالبيتهم من الحفاة كيف يتكاثر فيه ماسحة الأحذية؟
وفي مجال السياسة يوصف المنافق للسلطة بأنه لاعق أحذية!!
لاننسى في هذه السياق فان كوخ الرسام الهولندي الذي اشترى عام ١٨٨٠ حذاءً مستعملاً ؛ ثم رسمه ،لتباع اللوحة في عام ٢٠٠٠ بمبلغ ٢٠ مليون دولار ( فقط!)!
في المجال الصناعي سورية ( حلب تحديداً ) هي من الأشهر بصناعة الحذاء الجلدي؛ ويتم تصديره لبلدان عديدة.و،نقل الكثير من الصناعيين مهاراتهم خلال الأزمة إلى مصر؛ فبات السوق المصري يزخر بالقوالب الوطنية( بأيد” سورية_ معرستاوي_)؛ وموديلات ممتازة لم تكن معروفة قبل!
أخيراً.. أختم مقالي بأن أضم تساؤلي لمقولة الفيلسوف مشعل«ماذا يفيدني وسع الدنيا؛ إذا كان حذائي ضيقاً»؟!
بالختام؛ أتمنى لكم عيد أضحى مبارك وأنتم مع عائلاتكم لملابس أنيقة و…أحذية جديدة…!
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
»»»»»
قناتنا على التلغرام: