رحلة طفل معلق بين الأبواب

الجماهير || عتاب ضويحي
في قلب المدينة الصاخبة، تتوارى عيون الأطفال خلف غبار الشوارع، ليرسموا بطموحهم وشغفهم لوحة بذور الأمل، مستمدين قواهم من أحلام تتخطى آلام الواقع.
“ميسلون شعار طريق الباب” بهذه الكلمات المتتابعة ينادي بأعلى صوته، طفل في العاشرة من عمره، ربما تجاوزها، أو لم يكملها، يشير بيده للعابرين بالصعود إلى السرفيس الذي يبتلع الركاب بثوان، ويمضي مسرعاً نحو وجهته، ويبقى ذلك الجسد الصغير معلقاً ، تتشبث يده بمقبض الباب من الداخل، وبقية الجسد يتدلى في الخارج.
أما سائق السرفيس فلا ينتبه لذاك الفتى إلا عندما يرى شرطي المرور من مسافة تسمح له بأن يصيح بأعلى صوته “فوت فوت وسكّر الباب” ليحشر  الصغير نفسه بسرعة البرق بين الركاب مغلقاً الباب ويكرر نفس الحركة بعد تجاوز منطقة الخطر.
وهكذا تمضي رحلة عمره بين كر وفر ظهور واختفاء، جسد بعد الباب أو قبله.
وتغريدات حقوق الطفل تبقى خارج السرب،
 و تقف القوانين التي تمنع عمالة الأطفال، عاجزة أمام قوة الظروف المعيشية الصعبة المهيمنة على تفاصيل الحياة، تحتم  على جميع أفراد الأسرة  العمل لتأمين ما يسد الرمق.
مخلوقات صغيرة تحمل مسؤولية تفوق أعمارهم وأجسادهم، وتعزف طفولتها على اوتار الفقر واليتم والحاجة الضاغطة !!!
 ======
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
»»»»»
قناتنا على التلغرام: 👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار