الجماهير || أسماء خيرو.
شهدت أسواق حلب المحلية مفاجأة غير متوقعة بارتفاع أسعار البندورة، وهو ما أربك الأهالي الذين كانوا يستعدون لتحضير وصناعة “دبس البندورة”، المعروف باللهجة العامية بـ”المية فرنجي”. هذا الارتفاع الحاد في الأسعار خلق حالة من التردد والطلب في الحدود الدنيا، مما أثر سلبًا على تقاليد الصناعة المنزلية لهذا المنتج الأساسي.
تفاوتت أسعار البندورة في المحلات التي تبيع بالمفرق من 3 آلاف ليرة سورية إلى 5 آلاف ليرة سورية، ما أدى إلى تذمر المواطنين وشعورهم بالاستياء وما لبث أن تحول الامر إلى حالة من الخوف على مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، ما يعيد الى أذهانهم تداعيات قضية تصدير الخضروات إلى الخارج.
#الجماهير جالت في سوق الخضار الشعبي بمنطقة الكلاسة الصاخبة، أكد “آل الدبس”، الذين يعملون في عصر البندورة وبيعها، أن الإقبال على شراء وعصر البندورة من قبل الزبائن كان ضعيفًا مقارنة مع العام الماضي. وأشاروا إلى أن سعر البندورة الفرنسية المخصصة للعصر تراوح بين 1600 إلى 1700 ليرة سورية، فيما تراوح سعر البندورة البلدية “الواهي” بين 2200 و2400 ليرة سورية.
أبو سلام، الذي يعمل في صناعة وبيع دبس البندورة، لفت إلى أن كلفة تحضير دبس البندورة قد تضاعفت هذا العام بسبب موجة الحر التي شهدتها حلب مؤخراً، مما قلل الكميات الواردة إلى الأسواق المحلية من مناطق مثل السفيرة وتل عرن ودير حافر. وأوضح أن تكلفة الكيلو الجاهز من دبس البندورة تتراوح بين 15 و17 ألف ليرة سورية، وصولاً إلى 25 و30 ألف ليرة سورية.
وأشار أبو سلام إلى أن البندورة الفرنسية تعطي كمية جيدة من المياه، فيما تمتاز البندورة البلدية “الواهي” بأنها تعطي لونًا أحمرًا قاتمًا وحموضة لذيذة عند مزج النوعين معًا.
وقدرت المواطنة هدى حاجتها من المونة هذا العام بـ 10 كيلوغرامات من دبس البندورة، وهو ما يعادل 100 كيلوغرام من البندورة الطازجة، بتكلفة تقارب 200 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ خارج نطاق مقدرتها. واختارت الحل الأمثل بتخفيض الكمية إلى 5 كيلوغرامات فقط.
على غرارها، الحاج محمد الذي لديه عائلة تتكون من 10 أفراد، أوضح أن حاجته إلى 30 كيلوغرام من دبس البندورة يكلفه على أقل تقدير 500 ألف ليرة سورية، مما يجعله في حيرة بين الشراء والانتظار لانخفاض الأسعار.
فيما اشتكت السيدة راضية من عدم مقدرتها على صناعة دبس البندورة في ظل هذه الأسعار العالية وأعلنت أنها تفضل تأجيل صنع المونة إلى أن تنخفض الأسعار أو اللجوء إلى شراء الكمية الجاهزة حسب الحاجة ووفقًا لمقدرتها المادية.
تتموضع محلات عصر وبيع مياه البندورة لمونة “دبس البندورة” في أسواق عديدة مثل الكلاسة، أغيور، الحلوانية، طريق الباب، بستان القصر، المعادي، والجزماتي.
ختامًا، يتبين أن أزمة ارتفاع أسعار البندورة في حلب لم تقتصر فقط على الإرهاق المادي بل تسببت أيضًا في تغيير نمط الحياة والتقاليد المتابعة في صناعة الدبس المنزلية، مما يستدعي حلاً سريعاً لتجاوز هذه العقبة الموسمية.
ـــــــــــــــــ
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
»»»»»
قناتنا على التلغرام: