بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
على ذُرى المجد ترتاحُ البطولاتِ
ويصبِحُ النصـرُ تأريخـاً لمـا ياتي
ومِــنْ مَعــالِم تَمييـــــزٍ لأمَّتِنـــــا
من هِجــرةِ النـورِ أرّخنا البداياتِ
مع قدوم عامٍ هجريٍ جديد نستذكر حدثاً يجعلنا نقف اجلالاً لمن سنَّ لنا التقويم الهجري حيث الدقة والاهتمام بالوقت وخصوصية الأمة ورفع شأنها بين الخلق.
فقد كانت بداية التقويم في سنة سبع عشرة للهجرة، في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
أخرج الإمام الحاكم عن الشعبي أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطاب: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرّخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرِّخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم: ابدأوا برمضان فقال عمر: بل المحرم، فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه.
وتذكر المصادر أيضا أنه في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ورد خطاب إلى أبى موسى الأشعري مؤرخًّا في شعبان، فأرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله يقول: يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب، وقد أرِّخ بها في شعبان، ولا ندري أي شعبان هذا، هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟.
فاستشار سيدنا عمر رضى الله عنه الصحابة رضوان الله عليهم، فأجمعوا بعد نقاش على أن أهم حدث بتاريخ الإسلام هو تاريخ الهجرة النبوية الكريمة فأصبح هذا الحدث العظيم بداية التأريخ للأمة العربية الإسلامية جمعاء.
وجديرٌ بالذكر أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة لم تكن في بداية شهر محرم، بل كانت بعد شهرين، أي في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأوّل الموافق الرابع والعشرين من شهر أيلول لسنة ( 622م).
لذلك كان الاحتفاء والاحتفال بقدوم العام الهجري هو من العادات الإسلامية المحترمة عند معظم الشعوب العربية والإسلامية.
فكل عام وأمتنا بعظيم الخير وجليل النعم ووفير العافية.