الجماهير || أنطوان بصمه جي
نظمت مديرية الثقافة بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام، مساء أمس الأربعاء، ندوة فكرية ثقافية بعنوان “دور المرأة السورية في تعزيز الانتماء والمواطنة” في خطوة لتسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة السورية في المجتمع، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وذلك على مسرح دار الكتب الوطنية.
وتساهم الندوة التي أدارها وضاح سواس في تقدير الدور الفاعل للمرأة السورية في مختلف المجالات، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الثقافي أو الوطني، وتثقيف المجتمع بأهمية دور المرأة في بناء المجتمع وتنميته، وكسر الصورة النمطية عن دورها التقليدي.
مدير ثقافة حلب جابر الساجور أوضح أن الندوة الثقافية تحمل في طياتها محاور هامة كتعزيز الهوية الوطنية لدى المواطنين، من خلال إبراز دور المرأة في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لسورية، والتشجيع على المشاركة المجتمعية، وتساهم في خلق حوار مجتمعي حول قضايا المرأة والهوية الوطنية.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات، وهي الرابعة بعد إقامة ندوات في محافظات سورية عدة، وبدأ التخطيط لها منذ أكثر من شهر والتنسيق مع مديرية الثقافة، وتم اختيار المحاضرين من النخب الثقافية والمرتبة العلمية المتخصصة في المجتمع، حيث تأتي أهمية الندوة في تسليط الضوء على دور المرأة الريادي والحقيقي في سورية خصوصاً بعد الحرب ودورها الفاعل في بناء المجتمع وتنشئة جيل متمسك بأرضه وإعمار بلاده والسعي لتسليط الضوء على نشاطات ولقاءات وفعاليات ثقافية علمية لترسيخ هذه مفاهيم الهوية والانتماء والوطنية والمــ. ـقاومة وحب الوطن.
وركزت الباحثة المهندسة ثريا زريق على دور المرأة السورية في تعزيز الانتماء والحفاظ على الهوية والتراث. حيث سلطت الضوء بالتعريف بالسير الشخصية لنساء رائدات من مختلف العصور القديمة والإسلامية وبداية العصر الحديث من اللواتي أسهمن عبر التاريخ في تعزيز الانتماء والمواطنة في المنطقة منهنّ الملكة الآشورية سميراميس وجوليا دومنا إمبراطورة روما من حمص وزنوبيا ملكة تدمر والسيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد وضيفة خاتون زوجة الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، كما سلطت الضوء على نساء رائدات من العصر الحديث منهنّ الشاعرة والصحفية مريانا مراش وماري عجمي ورائدة التعليم والعمل المجتمعي فائقة المدرس وثريا الحافظ ونازك العابد والمعمارية العراقية زها حديد وعالمة الفيزياء شادي حبال وعالمة الحاسوب دينا القتابي والمخترعة في الطاقة المتجددة سيرين حمشو .
واستعرضت تجربة جمعية “سور” للتراث الثقافي في حلب أنموذجاً في دور المرأة للحفاظ على الموروث الثقافي ونقله للأجيال القادمة.
في حين تناولت الأستاذة الدكتورة عائشة عهد حوري أستاذة ونائب علمي في كلية التربية موضوع المرأة وتنشئة الجيل المقاوم والتجذر في الانتماء والأرض هذا المحور يؤكد على دور المرأة في تربية الأجيال على القيم الوطنية والمقـ. ـاومة، وتعزيز الانتماء للأرض أي الانتماء الوطني منذ الطفولة إضافة إلى أن المرأة التي تربي الأجيال على المحبة والتعاون والاحترام. وهذه كلها من أساسيات الانتماء للوطن وحب الوطن والأسرة والمجتمع والتكيف معه، مستعرضة تجربة نساء الجولان اللواتي أثبتنّ صمود قوي وأثبتت المرأة السورية خلال العصور من التاريخ الفرنسي حتى الحرب الكونية على سورية على أن المرأة متجذرة في الأرض وقادرة على التضحية وهي عنوان في المـ. ـقاومة، وتشجيع مسابقات القصة في المـ. ــقاومة وعمل سلوكيات صحيحة جراء العولمة في الوقت الحاضر أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تتوجب أن نخوض كل البرامج بشكل مدروس، ولنجد أن المرأة السورية تغرس في أبنائها السلوك القويم والتزامها بالواقع في نماء المجتمع وضمان تواجده وسلامة مستقبله.