الجماهير || أسماء خيرو
تناغم النسيج الثقافي الواحد للمجتمع السوري في أمسية شعرية احتضنتها دار الكتب الوطنية في حلب تحت عنوان ( الشعر وردي ) بتنظيم من مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب.
واستطاع المشاركون الأربعة من حلب ودمشق وحماة خلال الأمسية بإلقائهم القصائد الشعرية اصطحاب الحضور إلى عوالم تزخر بالأحاسيس والمشاعر وتزدحم بشتى الإيحاءات والرموز والصور في تناولهم للوطن وآلامه ، للحب ولوعاته ولهفاته ،للنفس وانفعالاتها وقلقها وغربتها وجزعها ومرارتها, متنقلين من المستوى العاطفي والانفعالي إلى المستوى القصصي والقيمي .
وقد ألقى الشاعر محمد حجازي قصيدة ( فاطمة ) وتتضمن وفقا لحديثه مجموعة من القصائد النثرية من الشعر الحر التي لها علاقة بازدواجية الحب والوطن مقاطعها معنونة بفاطمة ، فاطمة هي حلب المدينة التي انتصرت، كلماتها مزيج مابين الحبيبة والوطن تجعل أهل حلب دائما يشعرون أن الوطن أغلى حبيبة ,وبالتالي رسم صورة الألم تارة والفرح تارة أخرى بحيث أدمج مابين الأقانيم لإعطاء صورة شعرية جميلة تنال استحسان الجميع .
وأكد حجازي على أهمية اجتماع الشعراء من محافظات مختلفة لما له من مدلول تشاركي يسهم في تبادل الخبرات والقراءات الشعرية والاطلاع على نتاج الآخرين وخلق الحوارات التي تسهم في تطور الحركة الثقافية .
وألقت الأديبة والإعلامية من دمشق انتصار سليمان القصائد الوجدانية والغزلية والوطنية متنقله مابين الشعر والزجل مبينة بأنه شرف كبير لها أن تقدم الشعر على منبر دار الكتب الوطنية لتترك بصمة في هذا المكان الحضاري العريق كما ترك عظماء الأدب والفن بصماتهم فيه .
وأوضحت سليمان بأنها تعول كثيرا على أن تكون الحركة الثقافية فاعلة بشكل أكبر ،وخاصة بعد أن تراجعت الأنشطة الثقافية قليلا بسبب الحرب معبرة عن سعادتها بأن ترى حلب نابضة بالحياة مستمرة بإقامة الأنشطة الثقافية بالرغم من كل ماحدث .
في حين شاركت الشاعرة ميلينيا عيسى من مدينة حماة بإلقاء الأشعار الوطنية تمحورت مضامينها حول تسجيل آلام الغربة والفراق وحب الوطن الذي مهما ابتعدت عنه تظل مشدودة إليه بكيانها وروحها مشيرة إلى أن الالتقاء مع الشعراء في حلب دليل على انتعاش الحياة الثقافية وضرورة لتجديد وتطوير الشعر والإعلاء من قيمته مثمنة الدعوة التي تلقتها من أجل الحضور إلى حلب وإحياء الأمسية الأدبية .
وكعادته الشاعر مزعل المزعل ألقى أشعارا فيها من التناقضات وانتفاضات الضمير ما يجعلها قادرة على إثارة الخيال , الانفعالات ،المشاعر، والأحاسيس ، ولاسيما أن كل مقطع شعري كان فيه اعتراف وتساؤل وتلميح إلى حالة نفسية واجتماعية، مقاطع بمثابة دراسة ذاتية فلسفية لجوانب مختلفة من الحياة .
ووقفنا قليلا مع الشاعر المزعل لنسأله عن سبب اختيار عنوان الأمسية” بالشعر وردي” ليبين بأنه تناص من اسم” السهر وردي” لافتا إلى أن الأمسية بجمعها لشعراء من المحافظات السورية تحقق التناغم الشعري للنسيج الثقافي الواحد للمجتمع السوري بحيث منحت فرصة لكل شاعر أن يعكس صورة حقيقية عن بيئته .
ويؤكد. الشاعر المزعل بأن الشعر لونه وردي في مختلف حالاته سواء كان شقيا أو إيجابيا إذ أنه كشاعر ينظر للشعر وإن كان يحمل بين طياته الألم والمعاناة ورديا مشيرا إلى أنه قدم خلال الأمسية الأشعار من دواوينه الأربعة المنتمية إلى المدرسة الفلسفية الوجدانية التي يجد نفسه فيها .