أغطُّ في دورقِ الأضواءِ إحساسي

للشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد

(مهداةٌ إلى حوريةِ بحرِ غزةَ البطولة والصمود الأسطوري والموقف)..

 

يا دعوةَ الفجرِ بينَ الشمسِ والناسِ…

مقياسُ صدقكِ في الوجدانِ مقياسي…

رقِّي منى القلبِ فالأيامُ منتجعٌ…

وأطقمُ الوردِ في برديكِ جلّاسي…

أفرغتِ كأسكِ من شهدِ الرضا قلقاً…

والنبضُ يملأُ من ترياقكم كاسي…

لو نظرةً من عيونِ القربِ أقطفها…

تظلُ في حومةِ الهجرانِ نبراسي…

أطلقتِ قوسكِ تجريحاً بمرتقبٍ…

والريحُ تطلقُ للآفاقِ أقواسي…

يا قرةَ العينِ طقسُ البعدِ أرَّقني…

وضاعَ في معبدِ الضوضاءِ قُدّاسي..

. أضحتْ طوابقُ عمري في انتظاركمُ..

. ياقوتَ ترنيمةٍ من دونِ حُرّاسِ…

أقلامَ حلمي وحبرُ الصمتِ في وَلَهٍ…

هيهاتَ لو مزقةٌ من ثوبِ قرطاسِ…

تزورُ مقعدَ روحي في مدارسكم…

كي تستظلَ بنفحِ الطيبِ أعراسي…

من مقلعِ البرقِ جمرُ الروضِ شكّلكم…

يُنقِّلُ الخطوَ من جنسٍ لأجناسِ…

أصحو على باقةِ الأنسامِ مغتبطاً…

تنوسُ بين قطوفِ الفلِّ والآسِ..

. أضمُّ أرجوحةَ الذكرى على عبقٍ…

يقتاتُ من طيفها الرقراقِ نبراسي…

والغيمُ يصبو إلى ترجيعِ ساقيةٍ…

تقطَّعتْ من شهيقِ الوجدِ أنفاسي…

مهما يُجَدْوِلُ عصفُ الدهرِ ساعتَهُ..

. كي يضربَ الوقتَ أخماساً بأسداسِ…

أبقى وإن أظلمتْ قاعاتُ مرقدهِ…

أغطُّ في دورقِ الأضواءِ إحساسي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار