•نبوغ محمد أسعد
أسلوب جديد في طرح السرد الروائي تمكن من خلاله الأديب محمد عامر المارديني أن يوجه الأفكار إلى الشرائح الاجتماعية كافة في ترتيب فني جمع من خلاله وجود الواقع وما يجري به وسعة الخيال التي رتبت المكان والزمان .
وفي البنيات الفنية أثارت وفعلت التشويق من خلال التأكيد على كشف الفساد والدعوة إلى التمسك بالقيم والأخلاق وتحريك المؤلف للأشخاص بأسلوب مترابط حرص من خلاله على توازن الموضوع الذي ربط به كل التحولات التي ظهر من خلالها خطورة الغـ، ـدر والخـ، ـيانة .
وبين المؤلف أن استسلام المجتمع للخرافة والجهل يؤدي للقـ، ـتل والجـ، ـريمة والألم من خلال استسلام أحد أبطال الرواية لصوت في القبر كان نتيجة مؤامرة خطيرة . وذهب فريد ليرى أباه في المقبرة استجابة لمحبته لأبيه وطمعاً بالمال الذي ظن أنه إرث من حقه، وبعد ذلك دفع الثمن حياته بأبشع الأساليب التي كانت من أقرب الناس إليه.
وجاءت الأحداث فكشف عدم وعي المجتمع الذي لا يستجيب إلا للدعايات والافتراء والكذب فينتج الحقد والقـ، ـتل والسرقة والغش والفساد وفشل العلاقات الزوجية وانعدام القيم التربوية والتفكير بالقـ، ـتل كأسهل ما يمكن أن يفعل الحاقد والطامع والجاهل .
وكانت هيام واحدة من أخطر شخوص الرواية التي ظهر من خلالها فشل العلاقات الإنسانية التي جعل تحولاتها المؤلف لتكون قريبة من القارئ.
والغريب أن الأخ سعيد كان وراء ما حدث فيندهش ويتلهف القارئ ليصل إلى معرفة النتيجة.
وجعل الكاتب الدكتور محمد عامر المارديني العبرات في النتيجة وهي القـ، ـتل والسجن والخسارة لتكون الرواية من أهم إصدارات الحاضر لأنه تمكن من مخاطبة الأعمار كلها بتماسك فني وإبداعي فجميع الفاسدين كانت نهايتهم مقنعة.
وأيضا نجح المؤلف في مخالفة ما اعتاد عليه فهو اللامع في كتابة الأدب الساخر ومن أهم من كتب فيه .. بيد أن الظل القصير في الأدب الجاد الواقعي المكون من بنيات الرواية الحقيقية .