مسجد الملخانة .. إحياء من جديد وحفظ بأياد وطنية للمكونات التراثية الحضارية. 

الجماهير || أسماء خيرو .
في سبيل إرجاعه إلى سابق عهده تتابع مديرية الأوقاف في حلب بالتشاركية مع أبناء المجتمع المحلي عملها في ترميم مسجد الملخانه الذي يعد وثيقة على جانب كبير من الأهمية تسجل لمرحلة مهمة من تاريخ التكايا ” المولوية ” في مدينة حلب.
وكون المسجد حدت فيه الكثير من أعمال التأهيل والترميم حديث الجماهير كان هناك من قلب المسجد مع رئيسة مكتب الآثار الوقفية والتراث الإسلامي في مديرية أوقاف حلب د. المهندسة وسيلة سمانة .
• نسب الأضرار .
وتحدد المهندسة سمانة في بداية حديثها حجم الأضرار التي أصابت مسجد الملخانة فتقول : مسجد الملخانة مني أثناء الحرب بأضراره بسيطة إلى أن جاءت كارثة الزلزال لتحدث في المسجد أضرارا وصلت نسبتها إلى 50 بالمئة ، إذ أن سقف الغرفة القبلية والأعمدة تدمرا بشكل كامل فيما الغرفة الحجازية أصيب السقف فيها بتشققات بليغة ،لتصاب المئذنة بضرر كبير وتكاد تكون آيلة للسقوط ناهيك عن حدوث أضرار بسيطة في كل من الساحة الداخلية للمسجد والمطبخ ، وبشكل عام يمكن تحديد نسبة الأضرار في كل من القبيلة ب 80 بالمئة ، الحجازبة 50 بالمئة، فيما المئذنة 60 بالمئة.
• الخير في التعاضد .
وتتوقف المهندسة سمانة كثيرا عند تضافر وتعاون عدد من الفعاليات في المجتمع المحلي الذين قدموا الدعم المالي والفني من قبل كفاءات وخبرات في مجال الهندسة والبناء من أجل القيام بعمليات الترميم بهدف إعادة المسجد إلى صورته الحضارية الجمالية التي تليق به كمعلم ديني اشتهر “بالتكية المولوية” لتشير إلى أن إنجاز الأعمال في المسجد قامت بشكل أساسي على تبرعات المجتمع المحلي فضلا عن مديرية الأوقاف.
*عمل إسعافي.
وتتوخى المهندسة الدقة في حديثها لتطلعنا بأن أعمال الترميم بدأت مباشرة بعد انتهاء زلزال 6 شباط بأربعة أيام وكانت إسعافية حيث تم مباشرة تدعيم المئذنة خشية سقوطها لتستمر الأعمال فيها مابين فك وإعادة بناء وتجهيز قرابة الثلاثة أشهر لتصل إلى شكلها الحالي.
• أهمية ومخططات .
وتعود المهندسة سمانة لتؤكد على أهمية الأعمال الإسعافية التي أنجزت مابين حدوث الزلزال الأول والثاني في حلب والتي أدت إلى تماسك الكثير من المنشآت الدينية لتنتقل إلى أن الشروع بأعمال الترميم لم تتم إلا بعد القيام بإجراء وإعداد المخططات التوثيقية للأبعاد التاريخية والمعمارية للمسجد وتصديقها من مديرية الآثار والأوقاف ومجلس مدينة حلب باعتبار المنطقة تابعة إلى مركز المدينة وتجهيز الرخص من نقابة المهندسين.
• الحجازية أولا .
وأخبرتني المهندسة سمانة بأنه تم إيلاء الاهتمام بترميم الغرفة الحجازية كخطوة أولى من أجل استمرار الصلاة بالمسجد كون المسجد أصبح غير مؤهل للصلاة، والمصلين كانوا يقيمون الصلاة في ساحة المسجد ، وبالفعل تم عمل بعض الإجراءات الإنشائية وترميم سقف الحجازية وتدعيمه ومن ثم تزريقه وتجهيزه وإزالة بعض المخالفات وإعادة فرش الغرفة بالسجاد وبذلك أصبحت جاهزة لإقامة الصلاة لتبين بأن الأعمال في الغرفة استغرقت مدة ثلاثة أشهر من العمل المتواصل.
• القادم : ترميم القبلية.
وتبين المهندسة سمانة بأنه فور الانتهاء من الأعمال في الغرفة الحجازية انتقلت أعمال الترميم إلى تدعيم وتأهيل الغرفة القبلية في الجامع وذلك بعد إجراء المخططات التوثيقية الكاملة لها وتحت إشراف مديرية الآثار حيث تم تدعيم الأساسات من أجل البدء ببناء الأعمدة التي منيت بدمار كامل وفور الانتهاء من ترميم القبلية يمكن اعتبار أن العمل في المسجد قد أنجز بنسبة 80 بالمئة إذ يتبقى فقط جملة من الأعمال الثانوية في كل من الساحة الخلفية ومطبخ الجامع مشيرة إلى أن العمل في القبلية بدأ منذ شهر والعمل جار على قدم وساق من أجل الانتهاء أعمال الترميم خلال عام من الآن .
إنجاز جزئي وكلي .
وعن أعمال تأهيل المساجد التي طالها الدمار خلال فترة مابعد الح.رب تضيف المهندسة سمانه بأنه بعد الحرب كانت الأولوية لترميم الجامع الأموي الكبير فضلا عن تأهيل مساجد كثيرة منتشرة في محيط قلعة حلب، مشيرة إلى أنه تم تأهيل وترميم عدد لابأس به من الجوامع التي طالها الدمار بشكل نهائى ومنها ( جامع شرف بمنطقة الجديدة , جامع موسى الخير بخان الوزير ، جوامع سوق العطارين .جامع الطواشي بالأصيله، جامع يلبغا في ساحة الملح، العثمانية، الإسماعيلية ، السفاحية ،الموازيني ، فيما هناك جوامع تأهلت بشكل جزئي ومنها ( البياضة، البهرمية ).
• إحياء وحفظ بأياد وطنية .
وتختم المهندسة سمانة حديثها بالإشارة إلى استمرار عمليات التأهيل والترميم وفق الإمكانات المتاحة وإلى الأيادي الوطنية الماهرة التي عملت بجد وتفان لإعادة إحياء المساجد الأثرية من جديد وحققت بعملها المبدع التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة حافظت بها على البعد التراثي الحضاري لمكونات المساجد الأثرية في حلب .
• ترميم مدروس .
وفي السياق ذاته حدثنا البناء وليد شريف الذي يتولى الإشراف على 15 عاملا يقومون بأعمال التأهيل والترميم في الغرفة القبلية فقال : بأن عمليات الترميم تسير وفق تعليمات فنية مدروسة من المهندس المسؤول وبمواد خام محلية وخلال فترة زمنية تقارب السنة والشهرين سيتم الانتهاء من أعمال الترميم التي بدأت منذ شهر تقريبا .
ت : هايك أورفليان .
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار