عبقٌ من الصحراءْ

للشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد

(مهداةٌ إلى المقاتلِ المجهولِ في غزة الموقفِ والرجولة)

أورقَ الماضي على غصنِ المدى…

فاستفاقتْ في بوادينا سدى…

شعلةُ الضوءِ التي جالسْتَها…

يومَ كانتْ طفلةُ الذكرى صدى…

لبريقِ السيفِ في كفٍّ نَمَتْ…

باحتشامٍ بينَ أحضانِ الردى…

طابَ عرفُ الوردِ لما أينعتْ…

قبلةُ الشمسِ على خدٍّ بدا…

مثلَ قرصِ الليلِ في تجوالهِ…

أرعنَ الخطوِ شجيَّ المنتدى…

يحضرُ البوحُ ثقيلاً مرةً…

ومراراً يخطفُ الحلمَ لَدى…

بؤرةِ الصمتِ التي مدَّتْ لهُ …

في براري العمرِ قلباً ويدا…

ضاقَ صدرُ الموتِ من شهقاتهِ…

وهو يحصي باتئادٍ ما عدا…

خيطَ لونٍ فجّرتْ أشواقَهُ…

شمعةُ التشكيلِ فجراً فشدا…

مسّتِ الريحُ شغافاً قلبَهُ…

فاستوى أفقاً شهياً وغدا…

يفرشُ الكأسَ بأبهى حلةٍ…

لشفاهِ الراحِ مسكاً وهدى…

شبَّتِ النعمى على أعتابهِ…

واستحالتْ قطراتٍ من ندى…

جسدُ التاريخِ يفدي روحَهُ…

جلّتِ الروحُ وجلَّ المفتدى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار