شح المحروقات وضعف القدرة الشرائية.. ينحو بالمواطن لاستخدام مواد تدفئة بعضها مضر بالصحة.. والحطب لم يعد البديل المتاح!
الجماهير|| محمود جنيد
يستعد المواطن الحلبي لموسم شتاء لا مازوت كاف فيه ولا غاز أو كهرباء لزوم التدفئة والاستحمام، وبالتالي سيكون البحث عن البدائل أمراً محتوماً.
و يشكل عامل ضعف القدرة الشرائية تحدياً كبيراً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، للتكيف مع الواقع وتأمين ما تيسر من مؤونة مواد تدفئة ضمن الإمكانات المتاحة، لاسيما وأن الكثير من الأسر لن تتمكن من شراء مخصصات مازوت التدفئة المدعوم بالسعر الجديد والتي لن تكفي أي الخمسين ليتراً بمختلف الأحوال لأكثر من عشرين يوماً، أو تأمين اسطوانة الغاز المخصص لمدافئ الغاز بعد ان وصل سعرها في السوق السوداء الى ٥٥٠ ألفاً مرشح للزيادة في فصل الشتاء.
و حتى الحطب وهو أحد البدائل المعول عليها لم تعد ضمن القدرة الشرائية للمواطن، حسب استطلاع أجريناه مع مواطنين في أكثر من منطقة إذا ما علمنا بأن الكيلوغرام من حطب الزيتون في السوق الحلبية ٤٢٠٠ ل.س، و المشكّل ٣٤٠٠ ل.س ، بينما المورين ٤٨٠٠ ل.س، وهي الأصناف الأكثر توفراً و شيوعاً، ويرى أحد تجار الفحم و الحطب في سوق بستان القصر بأن تلك الأسعار افضل من أسواق المحافظات الأخرى مع التأكيد على أن سعر الكيلوغرام الواحد زاد ألف ليرة عن العام الماضي ساهم فيها تكاليف النقل من المصدر، في حين أكد ٱخر بأن الحطب له زبائنه رغم تراجع نسبة المبيعات نتيجة ظروف المواطنين وضعف القدرة الشرائية واستخدام مواد أخرى أرخص.
و أشار أحد الأشخاص الذي رصدناه يجمع بعض الأغصان اليابسة المترامية، إلى أن هناك من يفعل الأمر ذاته في الحدائق و الأحراش والجزر و المنصفات، مضيفاً بأن البعض يشتري نواتج تقليم الأشجار ويقوم بتيبسيها واستخدامها للتدفئة.
أما الوسيلة الأقل تكلفة فهي تجميع الكرتون والأحذية التالفة والألسبة البالية، وبقايا الأقشمة من ورشات الخياطة” القصاصة” كمواد للتدفئة، وهناك من يطرق الأبواب طالباً تلك المواد بغرض تخزينها واستخدامها ضمن مدافئ الحطب رغم المضار الصحية الجسيمة لانبعاثاتها حسب مبدأ ” ما يجبرني على المرّ هو الأمرّ منو”.!
إحدى السيدات أثارت فضولنا قبل مدة وحينها لم نكن نخطط بعد لتناول موضوع مواد التدفئة من حطب وغيرها، عندما ابتاعت ٢٠ كغ ذرة صفراء “بليلة” منتهزة فرصة انخفاض سعر هذا الصنف الذي بيع عشرة ٱلاف للخمس كيلوغرامات، ومرد فضولنا رداءة نوعية وجودة المادة، فأسرّت لنا بأن الغرض منها مزدوج، غذائي من ناحية، و للتدفئة من ناحية أخرى من خلال تجفيف أكواز الذرة واستخدامها في تشغيل أو خليط مع الحطب أو القماش والكرتون.