د . سعـد بسـاطة
لعـل موضوع الهدية لا يغـيب عـن أية نشرة من الأدبيات التي تتعـلـّق بالبروتوكول ؛ كونها في موقع هام بالنسبة للعـلاقات الإنسانية لا سيما عـلاقات (البيزنس)!
وقد يغـيب عـن بال بعـض الناس أحيانا ً أولويات اختيار الهديــة!
لعـل هنالك قواعـد شبه ثابتة لتقديم هدية لشخص ما في مناسبة محددة ؛ ومعـرفتها يوفـّر عـلينا الكثير من الحرج !
وقديما ً قالوا “المعـرفة قوة” ..لذا دعـونا نتعـرف عـلى بعـض تلكم القواعـد.
تلعـب المناسبة دورا ً هاما ً؛ إضافة إذا كنت تعـرف المهدى إليه معـرفة وثيقة فهذا يوفـّر عـليك الكثير من البحث والتنقيب؛ فمن خطل الرأي أن تهدي مجموعـة كتب لشخص لا يهتم للمطالعـة؛ أو ولاعـة لرجل لا يدخن؛ ونذكر أنه من العـيب أن تهدي عـطراً لسيدة (إلا إذا كنت خطيبها)..
يردد للآن كثيرون قصة الهدية المرسلة من وزارة خارجية العـدو إلى سفير اليونان هناك؛ وهي عـبارة عن صندوق من زجاجات النبيذ المحلي الفاخر؛ فأعـادها معـتذراً عـن قبولها مع رسالة توضيح هذا نصها [ عـلمتني أمي منذ كنت يافعـا ً أن أرفض قبول المال المسروق (في إشارة منه أن الشراب هو من عـنب الجولان السوري المحتل) ]…
ومن الأساسيات في الشركات الكبرى أن لا تزيد قيمة الهدية عـن (100 دولار) وإلا تم اعـتبارها بمثابة “رشوة مبطنة” !
هنا يميل المهدي لاختيار شيء طريف وليس بالباذخ!
أما الهدايا للسياسيين فلها قواعـدها الصارمة؛ ومن الطبيعـي أن تذهـب تلك الهدايا لاحقا ً لميزانية الدولة !
يتبجـّح بعـض المنافقين بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد قبل الهدية؛ ولكن لا يمكن أن نأخذ ذلك بالمطلق فلكل حالة لبوسها وظروفها.
ومن اللطف واللباقة عـدم إحراج الشخص الآخر بهدية ثمينة في حين أنه -بسبب ظروفه لا يستطيع الرد بشكل مماثل -.
في نفس السياق، و في عـيد المعـلم: أتى ثلاث تلاميذ بهدايا لمدرسهم:
الطفل الذي يملك والده محلا ً للزهور أحضر عـلبة مغـلقة؛ بادره المعـلم بقوله ((أهذه ورود)) أجاب الطفل بالإيجاب..
الثاني – وكان والده صاحب محل سكاكر – قدم عـلبته بفخر للمعلم؛ بادره الثاني بقوله ((هذه عـلبة شوكولا))؛ هز الطفل برأسه موافقا ً!
ختاما ً الهدية أسلوب للتقارب وزيادة المحبة؛ فلا نجعـلها وسيلة للتباغـض عـند الاختيار الخاطئ !