الجماهير || محمود جنيد
ما زالت “القشة” تحتفظ بحضورها بين الأكلات الشعبية البارزة في محافظة حلب، وهناك من يعتبرها من تراث المطبخ الحلبي الشهير الذي يتفنن بتحضيرها لعشاقها الكثر، بمذاق فريد، فضلاً عن الفوائد الصحية التي “ترم العظم”، كما يقال.
في مدخل سوق العتمة، تفترش مكونات القشة بسطة العرض أمام “ملحمة الدلال”، لتسترق الأنظار جولة على محتوياتها بشغف، بينما يستعرض البائع صبحي جرجنازي #للجماهير الأسعار: السندوانات “عجل” بطول متر وربع القطعة بستة آلاف، مقادم الخروف بخمسة آلاف، والفطيمة بثلاثة، والرأس بسبعين ألفاً، مؤكداً أن الإقبال على جميع مكونات القشة، ومن بينها الكرشة واللسانات، يشهد إقبالاً جيداً.
الزبونة آمنة الحسين، أشارت إلى الفوائد الصحية للقشة بقولها: “للعظم وحدة بوحدة” ولجميع الأعمار، مؤكدةً أنها تحرص على شرائها حتى في مرحلة كانت فيها أغلى ثمناً من اللحم، وأضافت بأن أسعارها حالياً أفضل من السابق.
ولفت انتباهنا الزبون فاضل عيروض بمعلومات ذات طابع تاريخي عن القشة، وقال إن أصلها يعود إلى المطبخ العثماني، و”الشوام” أي أهل دمشق لهم طريقتهم المميزة بتحضيرها والمطاعم الشهيرة الخاصة بتقديمها، بينما يتألق الحلبيون في ذلك على طريقتهم وبلمساتهم الخاصة. وأضاف أبو شريف بأن أكلة القشة كانت لها مكانة مرموقة في الدولة العثمانية إذ كانت تقدم للسلاطين والملوك، وفي ذات الوقت تعتبر وجبة الفقراء التي انسلخت عن تلك الصفة في فترة من الفترات السابقة نتيجة غلاء أسعارها بصورة مبالغ فيها، قبل أن تنخفض مؤخراً وتصبح في المتناول.
حديث العم أبو شريف الشيق عن القشة أثار فضول أحد الأشخاص الذي لحق بنا ليروي لنا ما وصفه بالأمثال الشعبية المرتبطة بمكونات القشة، ومن بينها: القباوات تؤكل بالعشرات.
—-
قناتنا على التليغرام 👇🏻
https://t.me/jamaheer
وعلى الوتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t
#صحيفة_الجماهير