الجماهير || أسماء خيرو ..
هل تساءلت يوما لماذا يختفي الشعور بالجوع عندما نمرض؟ قد يبدو الأمر كإشارة ضعفٍ من الجسد، لكن العلم يكشف لنا قصة مختلف تماما هذا ما أكده الدكتور مضر نيازي( اختصاصي داخلية) في حديثه مع الجماهير مشيرا إلى أنه عندما يصاب الإنسان بمرضٍ ما، غالبا ما يفقد شهيته للطعام كرد فعل طبيعي.
وبين الدكتور نيازي بأن العلم الحديث كشف أن هذا الفقدان ليس مجرد عرض عابر، بل هو آلية دفاعية ذكية يُطلقها الجسم لمواجهة المرض، فمن خلال حرمان الخلايا من المغذيات، تدخل في حالة “طوارئ” تُسرع عملية التعافي على المستوى الخلوي.
ولفت الدكتور نيازي إلى أنه في هذا السياق، أظهرت أبحاث العالم الياباني “يوشينوري أوهسومي” (الحائز على جائزة نوبل) أن صيام الخلية لأكثر من “17 ساعة ” يحفز عملية “الالتهام الذاتي (Autophagy)، وهي آلية تنظيف داخلية تقضي على العناصر التالفة أو الضارة في الجسم. خلال هذه العملية، تلتهم الخلية:
– البكتيريا والفيروسات (مثل فيروس كورونا).
– الخلايا السرطانية.
– الميتوكوندريا المعطوبة.
– البروتينات الشاذة.
– حتى تراكمات “البيتا أميلويد” المُسببة لمرض الزهايمر.
وأوضح الدكتور نيازي أن الصيام لا يحرمك أنت فقط من الطاقة، بل يحرم أيضاً مسببات الأمراض من مصدر غذائها الأساسي؛ مثل “الجلوكوز “، مما يعيق تكاثرها ويعزز قدرة الجسم على التغلب عليها. فالفيروسات – على سبيل المثال – تعتمد على انقسام الخلايا السريع الذي يتطلب طاقة عالية، وهو ما يضعف في الخلايا الصائمة.
وأضاف الدكتور نيازي ، ليس هذا فحسب، بل يعتبر الصيام أداة وقائية وعلاجية لأمراض مستعصية، مثل:
– الأورام الخبيثة.
– الأمراض التنكسية العصبية (كـالزهايمر).
– اضطرابات التمثيل الغذائي.
وختم الدكتور نيازي بأن الأمر لأكثر إبهارا أن الصيام ينشط جينات معينة مرتبطة بإطالة عمر الخلية، مما يساهم في حياة صحية أطول، ويحد من ظهور الأمراض المزمنة. لذا، فإن فقدان الشهية أثناء المرض ليس ضعفاً جسدياً، بل هو استراتيجية حكيمة خلقتها أجسامنا لتعزيز الشفاء بذكاء! …والصيام ليس مجرد ممارسة روحية أو غذائية، بل هو علاج خلوي متقدم تجريه أجسامنا بأنظمتها الذكية لتحقيق التوازن وإطالة العمر الصحي.
#صحيفة_الجماهير