الجماهير || محمد سلام حنورة..
يُعدُّ مطار حلب الدولي واحدًا من أهم المنشآت الحيوية في سوريا، حيث لعب دورًا محوريًا في ربط البلاد بالعالم الخارجي، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياحية. وبعد فترة من التوقف نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد، يشكّل استئناف تشغيل المطار خطوة استراتيجية نحو استعادة النشاط التجاري والسياحي، وتعزيز التواصل مع الأسواق الدولية.
دفعة قوية للاقتصاد
تُعتبر إعادة تشغيل مطار حلب الدولي دفعة قوية لاقتصاد المدينة، حيث يساهم المطار في:
1. تنشيط الحركة التجارية: يُعدُّ المطار بوابة مهمة لصادرات حلب الصناعية والتجارية، مما يُسهّل تصدير المنتجات المحلية، مثل الصناعات النسيجية والغذائية، إلى الأسواق العالمية.
2. جذب الاستثمارات الأجنبية: يُحفّز المطار المستثمرين الأجانب على دخول السوق السورية، مما يعزز من فرص إقامة مشاريع اقتصادية جديدة.
3. خلق فرص عمل: تشغيل المطار يؤدي إلى توفير العديد من الوظائف، سواء في قطاع الطيران أو القطاعات المرتبطة به مثل النقل والخدمات اللوجستية والفنادق.
4. تحسين البنية التحتية: مع استئناف الرحلات، قد تستثمر الدولة والقطاع الخاص في تحديث الطرق والمواصلات والخدمات اللوجستية المحيطة بالمطار، مما يعزز من جاهزية المدينة لاستقبال الزوار والتجار.
تعزيز السياحة
لا تقتصر فوائد إعادة تشغيل مطار حلب الدولي على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل القطاع السياحي، حيث:
1. تسهيل وصول السياح إلى المدينة: حلب تُعتبر واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتضم مواقع أثرية وثقافية هامة مثل قلعة حلب والأسواق القديمة، مما يجعل المطار نقطة جذب رئيسية للسياح القادمين من مختلف الدول.
2. إحياء القطاع الفندقي والخدمات السياحية: مع ازدياد عدد الزوار، سينتعش قطاع الفندقة والمطاعم وشركات السياحة، مما يُحفز النمو الاقتصادي للمدينة.
3. تشجيع السياحة الدينية والثقافية: نظراً لغنى حلب بالمواقع الدينية والتاريخية، سيسهم تشغيل المطار في زيادة عدد الزوار المهتمين بالسياحة الثقافية والدينية.
نقطة اتصال رئيسية
يمثل مطار حلب الدولي نقطة اتصال رئيسية بين سوريا ودول العالم، حيث يسهم في:
– تعزيز التبادل التجاري بين سوريا والدول المجاورة، مثل تركيا والعراق ، بالإضافة إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
– تيسير حركة رجال الأعمال والمستثمرين، مما يعزز من التعاون الاقتصادي مع الدول الشريكة.
– تسهيل النقل الجوي للبضائع، مما يُسهم في خفض تكاليف الشحن وزيادة تنافسية المنتجات السورية في الأسواق العالمية.
تاريخ عريق وتطلعات مستقبلية
تاريخ إنشاء مطار حلب الدولي يعود إلى بدايات القرن العشرين، حيث كان واحدًا من أقدم المطارات في الشرق الأوسط. وشهد المطار تطورًا كبيرًا على مدى العقود الماضية، مع توسعته وتحديثه ليواكب التطورات العالمية في قطاع الطيران. قبل الحرب، كان المطار يخدم ملايين الركاب سنويًا، وكان محطة رئيسية لرحلات داخلية ودولية.
ومع استعادة الأمن والاستقرار، تعمل الحكومة السورية على إعادة تأهيل المطار ليعود إلى سابق عهده كمركز حيوي للحركة الجوية.
إن إعادة تشغيل مطار حلب الدولي تُعد خطوة استراتيجية نحو إعادة تنشيط الاقتصاد والسياحة في المدينة. فالمطار ليس مجرد منشأة للنقل الجوي، بل هو رافد أساسي لحركة التجارة والاستثمار والسياحة، مما يسهم في إعادة الحياة إلى واحدة من أعرق المدن في العالم.
#صحيفة_الجماهير