أسواق حلب تحتفل بعيد الفطر: لوحة حية تزخر بألوان البهجة

الجماهير || أسماء خيرو..

مع اقتراب عيد الفطر، تتحول أسواق حلب إلى لوحة حية تزخر بألوان البهجة، حيث فاضت المحلات بكل ما يلزم العيد من ألبسة وأزياء ومستلزمات متنوعة، بالإضافة إلى العروض والتخفيضات بين تجار الجملة والتجزئة لجذب الزبائن.

واللافت في الأمر أن أسواق التلل والجلوم تشهد ازدحامًا شديدًا، يعوق حركة سير المارة في تلك الأسواق. كما يُلاحظ إصرار العائلات على تأمين مستلزمات العيد، حتى لو اقتصرت على الحد الأدنى، حيث تقدّم الأسر أولوية لـ”الفرح وبهجة أول عيد بعد التحرير”.

تتجلى الانتعاشة الواضحة وحركة البيع “النارية”، إذ يعبر البائعون عن فرحتهم بانتعاش أسواق حلب بعد انتظار طويل. في المقابل، برز الهم الاقتصادي، فتحدث البعض عن عجزهم عن مجاراة الأسعار، مكتفين بالفرجة، بينما عمد آخرون إلى شراء قطعة أو قطعتين.

تقول “أم محمد” وهي تختار قطعة ملابس لابنتها الصغيرة: “دفعت 300 ألف ليرة سورية ثمنًا لكسوة طفلتي البالغة من العمر 4 سنوات، ورغم أن الأسعار منخفضة مقارنة مع العيد العام الماضي، تبقى التكلفة عالية لمن يعيش بدخل محدود”.

ورغم التخفيضات التي تصل إلى 50% في المحلات التجارية، لا تزال القوة الشرائية عاجزة عن مجاراة الأسعار. يقول الشاب محمد كرزون: “لم أستطع أن أشتري لأولادي شيئًا، كسوة كل طفل تكلفني ما بين 200 و300 ألف ليرة سورية، وهذا لا يتناسب مع مقدرتي الشرائية”، بينما يكتفي آخرون بشراء كسوة العيد لأطفالهم من الأنواع المتوسطة الجودة بحيث لا تتجاوز تكلفة الطفل 100 ألف ليرة سورية، معترفين: “ليس من الضروري شراء الأنواع غالية الثمن”.

في خضم هذه المعادلة الصعبة، تبرز الحلول المبتكرة التي تتناسب مع ميزانية كسوة العيد، تحقيقًا لمقولة “مد بساطك على قد رجليك”. تروي “أم علي” كيف جمعت بين الجديد والمستعمل لكسوة أطفالها: “اشتريت بعض القطع الجديدة، وأكملت الباقي من سوق ‘البالة’، مضيفة: لو اشتريت كل شيء جديد، لاحتاج الأمر على أقل تقدير لـ400 ألف ليرة سورية لكل فرد”.

بينما تختصر السيدة هدى ما يحدث في الأسواق بعبارة لاذعة: “البضاعة للغنيّ.. والفرجة للفقير!”، فقد وجدت وفرة في البضائع وانخفاضًا في الأسعار بعد تحسن الأوضاع ولكن يدها القصيرة تحول دون استفادتها من هذه الانفراجة، فالسُلع المتراصة في المحال وعلى البسطات تبقى حكراً على من يمتلكون السيولة المالية.

وهكذا تتحول فرحة الاستعداد لاستقبال عيد الفطر في مدينة حلب إلى معادلةٍ شديدة التعقيد. فرغم توافر البضائع التي تلامس رغبات الناس، يجتهد الأهالي موازنة فرحة الاحتفال بمتطلباته، في محاولةٍ لرسم بسمة العيد وصناعة الأمل وسط صعوبات توفر السيولة المالية.

 

قناتنا على التليغرام 👇🏻

 

https://t.me/jamaheer

وعلى الوتساب:

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار