إلى العقلاء الدروز في سوريا: التدخل الخارجي ليس حلاً بل وصفة للفوضى

بقلم || جهاد جمّال..

في خضم ما تمر به سوريا من أزمات صعبة في المجالات  المختلفة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات يخرج علينا بين الحين والآخر من يلوّح بالتدخل الخارجي كحلّ لمشكلات الداخل ناسياً أو متناسياً أن التدخلات الخارجية لم تكن في تاريخ المنطقة سوى مدخل للدمار والتقسيم وليس لحل المشكلات التي يعاني منها الوطن بأكمله من اقصاه إلى أقصاه  .

وما يدعو للأسى أن نسمع بين الفينة والأخرى بعض الأصوات من داخل طائفة الموحدين الدروز وخاصة من قبل حكمت الهجري والتي تدعو بشكل صريح أو مبطّن إلى هذا الخيار الخطير.

بدافع  الطموح السياسي الضيق المتمثل بالحصول على مكاسب سلطوية شخصية .

يا أبناء جبل العرب يا من قاومتم الاحتلال الفرنسي في معركة الكرامة الوطنية في العام 1925 كيف يُعقل أن تُرفع اليوم رايات تُناشد الخارج لإنقاذ الداخل؟! هل نسي البعض أن أول ضحايا التدخل الأجنبي ستنقلب عادة على من ينادي بها من الأقليات لأنها تُستخدم كورقة ضغط وتُرمى لاحقًا دون اكتراث؟

إن مصلحة الوطن اليوم لا تكون برفع سقف الشعارات ولا بالتحالف مع من لا يعنيه مصيركم بل بالتمسك بالوحدة الوطنية والعمل على تصحيح الخلل من الداخل ضمن مشروع سوري جامع.

إن صرخة المطالب يجب أن تُوجَّه إلى كل مؤسسات الدولة وأجهزتها لا أن تُختطف من قبل من يريد تحويلها إلى منصة لتقسيم البلد أو تدويله.

إن الطائفة الدرزية التي حافظت على موقعها الوطني طوال أكثر من قرن مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تكون صوت تعقّل لا صدى لمشاريع مشبوهة. ليس خوفاً من المواجهة بل إيماناً بأن المعركة الحقيقية ليست مع هذا الطرف أو ذاك بل مع العدو الخارجي الذي يسعى لتدمير بلدنا بشتى الوسائل

أيها العقلاء في السويداء وخارجها لا تسمحوا بتحويل مطالبكم  إلى ذرائع للتدويل. فأنتم أهل عزّ وما من جبل حمى أهله يوماً بالاستقواء بالغريب.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار