مجزرة القنية صرخة لن تنسى

بقلم || جهاد جمّال..
في الحادي عشر من أيار عام 2015 ارتكب النظام السوري مجزرة مروعة بحق المدنيين الأبرياء في قرية القنية الواقعة شمال مدينة جسر الشغور في ريف إدلب حين شن الطيران الحربي التابع له غارة جوية وحشية استهدفت منازل المدنيين بشكل مباشر مما أدى إلى مقتل ثمانية عشر شخصًا معظمهم من النساء والأطفال وإصابة أكثر من أربعة وعشرين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة لم تكن القرية تضم أي مقرات عسكرية أو فصائل مسلحة ولم يكن فيها سوى أهلها الطيبين الذين حاولوا التشبث بالحياة والبقاء في بيوتهم رغم القصف والتشريد ورغم كل ما شهدته المنطقة من تصعيد ممنهج ضد المدنيين اختار النظام أن يصب نيرانه على هذه القرية الصغيرة المسالمة ليضيف مجزرة جديدة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الشعب السوري على امتداد الجغرافيا السورية .
لم تكن الغارة مجرد عمل عسكري بل كانت رسالة واضحة مفادها أن كل من يخرج عن طاعة النظام سيُعاقب حتى لو كان مدنيًا أعزل يعيش في قرية نائية لا ذنب له سوى أنه وُلد في منطقة خرجت عن سيطرة المجرم .
إن النظام السوري الذي استخدم الطائرات والصواريخ والأسلحة الكيماوية لقصف شعبه يجب أن يُعامل كمجرم حرب و أن يُحاكم أمام محكمة دولية مستقلة هو وكل من شاركه في القرار والتنفيذ من القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية يجب أن يُقدم جميعهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل لأن العدالة وحدها قادرة على تضميد الجراح لأن أرواح الأبرياء التي أُزهقت في القنية وفي داريا وفي الغوطة وفي حمص وحلب والرقة وسواها لا يمكن أن تُنسى ولا يجب أن تمر دون محاسبة حقيقية ولأن دماء الأطفال ليست رخيصة ولأن صرخات الأمهات الثكالى ما زالت تملأ السماء يجب أن نقولها اليوم بصوت عال النظام السوري نظام مجرم قاتل يجب أن تقدمه الدول التي تحميه وتحمي رموزه إلى المحكمة الدولية لينالوا جزاء ما صنعت أيديهم بالشعب السوري البريئ وذلك أقل الوفاء للمظلومين ودماء الشهداء الطاهرة التي قدمت في سبيل أن تحيا سورية حرة كريمة .