حين تُرفع العقوبات… يصبح الأمل واقعاً نعيشه

بقلم || نهاد الحسن..
رفعت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات المفروضة على سوريا قد تبدو هذه الجملة باردة كما تعوّدنا من الأخبار السياسية لكنها بالنسبة لنا كسوريين ليست مجرد حدث.
هي لحظة مزدوجة المشاعر: فيها ارتياح وفيها تساؤلات وفيها امل كبير للفرح بمعيشة تليق بنا كسوريين .
لأكثر من عشر سنوات كان وقع كلمة “العقوبات” علينا ثقيلًا.
العقوبات كانت تؤثر سلبا على كل بيت سوري. فزادت من فقر الفقير ومن عزلة البلاد ومن تعقيد الحلول. ولذلك فإن رفعها اليوم ليس تفصيلاً سياسيًا بل نقطة تحوّل و بداية جديدة نحتاج أن نتعامل معها بسرعة وفعالية وحيوية .
هذه الخطوة تفتح نافذة واسعة للبناء. ليس فقط بناء المدن والبنية التحتية بل الأهم بناء الثقة بناء المؤسسات وبناء أمل جديد لسوريا تعب أهلها من الانتظار.
هي فرصة ذهبية للمستثمرين للمبادرات وللعقول السورية المنتشرة في العالم.
فرصة ليعود الاقتصاد ليدور وللتعليم أن ينهض وللثقافة أن تعود إلى الواجهة. ربما لا تُحلّ كل المشاكل بين ليلة وضحاها لكن يكفي أن يشعر الناس بأن الأبواب لم تعد مغلقة بالكامل.
الأهم من كل ذلك أن هذه الخطوة يمكن أن تخلق مناخًا أكثر نضجًا لحوار وطني حقيقي. لا حوار لمصالح خارجية أو على طاولة مفروضة بل حوار يخرج من رحم التعب من حاجتنا كسوريين أن نلتقي أن نتصالح أن نبني وطنًا يُشبهنا جميعًا.

الشعب السوري هو المستفيد الأول من رفع العقوبات. هو من دفع ثمنها على مدى سنوات. هو من صبر وانتظر وهُجّر وتألم. واليوم من حقه أن يحلم بأن القادم أفضل وأن العودة ممكنة وأن الراحة، حتى وإن تأخرت قريبة.

وليس من الإنصاف أن نتحدث عن هذا القرار دون الإشارة للدور الذي لعبته بعض الدول الشقيقة. السعودية وقطر كان لهما دور بارز في الدفع نحو هذا التحول، وموقفهما نابع من رغبة حقيقية برؤية سوريا مستقرة، متعافية، وعائدة إلى محيطها العربي بقوة وأمل.

نحن لا نبالغ بالتفاؤل، ولا نحمل القرار أكثر مما يحتمل، لكننا نتمسك به كخطوة أولى في طريق طويل. خطوة تقول للسوريين: آن أوان أن نتنفس، وأن نحلم، وأن نبدأ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار