مشروع الطاقة الكهربائية تعزيز لمسار الاستقرار والنهوض

بقلم || جهاد جمال…

وقّعت وزارة الطاقة في سورية مذكرة تفاهم مع شركة UCC التي تضم استثمارات تركية وقطرية وأمريكية بهدف تنفيذ مشروع ضخم لتوليد الكهرباء باستطاعة تصل إلى ٥٠٠٠ ميغاواط وهو ما يُعد نقلة نوعية في ملف الطاقة الكهربائية في البلاد التي تعاني منذ سنوات من أزمات حادة في هذا القطاع الحيوي .

المشروع سيوفر بحسب التقديرات الأولية نحو ٥٠ ألف فرصة عمل مباشرة وربع مليون فرصة عمل غير مباشرة، ما يعني أنه لن يكون له تأثير فقط على الجانب الخدمي بل سيمتد أثره إلى الاقتصاد الوطني من خلال تحريك سوق العمل وتقليص نسب البطالة إضافة إلى إنعاش قطاعات صناعية وتجارية وزراعية ترتبط بالكهرباء بشكل مباشر .

وسيتيح المشروع بحسب المذكرة الموقعة إيصال التيار الكهربائي إلى مساحات أوسع من البلاد ما يعزز استقرار الشبكة الكهربائية ويقلل من ساعات التقنين التي أثقلت كاهل السوريين لسنوات طويلة .

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة لتوسيع الشراكات الاستثمارية مع شركات دولية تتمتع بالكفاءة والخبرة حيث أبدت شركة UCC التزاماً بتنفيذ المشروع بأحدث التقنيات العالمية مع مراعاة البعد البيئي والاستدامة في التشغيل والإنتاج .

ويؤكد مراقبون أن هذا الاتفاق ما كان ليكون لولا الثقة التي باتت تحظى بها قيادة البلاد والتي نجحت في نقل سورية إلى مرحلة الشريك الدولي القادر على جذب استثمارات نوعية في قطاعات استراتيجية في وقت تشهد فيه البلاد جهوداً مكثفة لإعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار الاقتصادي .

ويرى مراقبون أن توقيع هذه المذكرة قد يكون نقطة تحوّل في مسار إعادة تأهيل البنية التحتية السورية لا سيما في قطاع الطاقة بالنظر إلى حجم الاستطاعة المتوقع والفوائد الاقتصادية بعيدة المدى التي سيجنيها الاقتصاد المحلي سواء من خلال تقليص فاتورة الاستيراد أو من خلال تحسين مناخ الاستثمار وزيادة الإنتاج المحلي في مختلف القطاعات .