مصطفى عبد الحسيب الدناور
تشكل اتفاقية التوأمة بين مدينتي حلب السورية وغازي عنتاب التركية خطوة بارزة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في مجالات الإدارة المحلية والتنمية المستدامة. تأتي هذه الاتفاقية في إطار السعي إلى تحسين جودة الخدمات البلدية، وتحفيز النمو الاقتصادي، وإرساء شراكة استراتيجية بين المدينتين.
تركز الاتفاقية على تبادل المعرفة والخبرات في تقديم الخدمات الفنية المرتبطة بالحكومة المحلية، لا سيما مشاريع البنيتين التحتية والفوقية. كما تشمل الدعم الفني في مجال النقل وإدارة الطرق، الأمر الذي يسهم في تطوير الأنظمة المرورية وتعزيز كفاءة البنية التحتية.
في مجال التنمية الحضرية تهدف الاتفاقية إلى تبادل أفضل الممارسات في إدارة البيئة والتخطيط الحضري الحديث مما يعزز استراتيجيات الاستدامة ويوفر حلولاً مبتكرة للتحديات البيئية التي تواجه المدينتين. كما يشمل التعاون المشاريع والاستثمار وتطوير البناء مع التركيز على تقديم الخدمات البلدية بكفاءة أكبر.
يمثل الحفاظ على التراث الثقافي وترميمه أحد أبرز محاور الاتفاقية، حيث يسعى الطرفان إلى تقديم الدعم الفني اللازم لتعزيز الهوية الثقافية للمدينتين والترويج لها من خلال الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة.
في إطار دعم الاقتصاد المحلي تنص الاتفاقية على تحفيز التنمية الإقليمية والإنعاش الاقتصادي عبر إشراك أصحاب المصالح في مجالات التجارة والصناعة، من خلال برامج تحفيزية ونماذج تعاون مبتكرة. كما يشمل التعاون تطوير القطاع الزراعي والإنتاج عبر تبادل الخبرات الحديثة مما يسهم في تحسين الإنتاجية وتوفير فرص تنموية جديدة.
تعد هذه الاتفاقية نموذجاً فعالاً لتعزيز التكامل بين المدن الإقليمية حيث توفر منصة لتبادل المعرفة والاستفادة من التجارب الناجحة. من خلال هذه الشراكة يمكن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تعزز جودة الحياة لسكان المدينتين وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف القطاعات.