التعليم العالي في سوريا…بين رماد الأزمة ونور التصنيف: ست جامعات تخطّ حروفها على خارطة التايمز العالمية

بقلم: مصطفى الدناور..

في بلد أنهكته الحرب وراكمت عليه التحديات، يخرج التعليم العالي من تحت الركام حاملاً شعلة لا تزال مشتعلة. ست جامعات سورية شقّت طريقها هذا العام إلى تصنيف “التأثير” العالمي الصادر عن التايمز البريطانية لعام 2025، في لحظة يختلط فيها الدهشة بالأمل، والإرادة بالإثبات.

لا عجب أن تتصدّر جامعة دمشق المشهد؛ فهي الأقدم، والأكثر تنوعًا في اختصاصاتها. بحضورها في جميع أهداف التنمية المستدامة الـ17، أثبتت أنها مؤسسة لا تكتفي بالبقاء، بل تسعى للفعل والفاعلية. تم تصنيفها في الفئة +1001 عالميًا، لكنها بالنسبة لطلابها وأساتذتها في قلب كل تقدم.

وراء أروقة الكلية القديمة وساحة السبع بحرات، تعود جامعة حلب لتقول كلمتها. دخولها التصنيف لأول مرة هذا العام لم يكن مصادفة، بل نتيجة تحوّلات داخلية في البنية البحثية والانخراط المجتمعي. احتلت أيضًا الفئة +1501 عالميًا، ولفتت الأنظار بمحاور مثل البنية التحتية والمساواة.

إلى جانب الحكوميتين، صعدت أربع جامعات خاصة إلى التصنيف، لتحمل عن التعليم العالي الخاص راية الاجتهاد والتميز:

– الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا

– جامعة المنارة

– الجامعة العربية الخاصة

– جامعة الزيتونة الدولية

لم تكن هذه الجامعات حاضرة بالأرقام فقط، بل بالنهج والرؤية. فـجامعة الزيتونة الدولية مثلًا، ورغم حداثتها، أظهرت قدرة على الجمع بين التطوير الأكاديمي والمشاركة المجتمعية، لتصبح علامة فارقة بين نظيراتها.

وراء كل مرتبة في التصنيف حكاية كفاح جامعي ومؤسسي: أساتذة لم يغادروا مدرجاتهم رغم انقطاع الكهرباء، طلاب يدرسون وسط انقطاع الاتصالات، وعمادات تخطط لمشاريع بحثية برؤية تتجاوز الواقع.

هذه الجامعات الست ليست الأفضل في العالم بعد، لكن ظهورها في تصنيف عالمي كهذا يعني شيئًا أعمق: أن هناك نبضًا لا يزال حيًا في شرايين التعليم السوري.

وفي زمن يُقاس فيه النجاح بالقدرة على “الاستمرار”، ربما يكون هذا الإنجاز هو المعنى الحقيقي للتقدّم.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار