بوابات الإنترنت في حلب: انتظار طويل يفتح الباب للاستغلال.. وخدمات بديلة مكلفة تزيد الأعباء المالية على المواطنين

الجماهير || أسماء خيرو. ..

في ظل الاعتماد المتزايد على شبكة الإنترنت في كافة مناحي الحياة، تتصاعد شكاوى المواطنين في حلب من التأخير الكبير والمستمر في تزويدهم ببوابات الإنترنت حيث مضى على تقديم طلباتهم شهورٌ طويلة دون أي مؤشرٍ ملموسٍ على قرب حصولهم على الخدمة.

هذه المشكلة الخدمية، التي باتت تؤرق سكان المدينة، تثير تساؤلاتٍ جدية حول كفاءة مديرية الاتصالات في تلبية الاحتياجات المتزايدة للاتصال بالشبكة العنكبوتية.

• انتظارٌ يتحول إلى مشكلة

تعيش إحدى السيدات -رفضت الكشف عن اسمها – حالة من الاستياء بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على تقديم طلبها للحصول على بوابة الإنترنت عبر مركز بريد سيف الدولة، دون أي إجابة واضحة عن موعد الحصول على بوابة الانترنت مشيرة إلى أن هذا التأخير أجبرها على اللجوء إلى باقات الإنترنت المدفوعة باهظة الثمن، والتي لا تكفي لسد احتياجاتها العملية اليومية، مما شكل عبئًا ماليًا إضافيًا على كاهلها.

تتساءل المواطنة عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير المفرط، وتطالب مديرية الاتصالات بحلب بتوضيح آلية توزيع الخدمة ووضع جدول زمني واضح لمعالجة الطلبات المتراكمة، مع التأكيد على ضرورة الشفافية في الإجراءات.

• التكاليف الباهظة تحرم الأهالي من الخدمة

من جهة أخرى، يواجه سكان حي السكري صعوبات مماثلة، حيث طلباتهم المتكررة للحصول على الإنترنت الأرضي عبر مركز اتصالات جسر الحج باءت بالفشل بسبب نقص البوابات المتاحة.

ويشير الأهالي إلى أن هناك تركيب فوري متاح ولكن تكلفة التركيب الفوري -التي تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية- تفوق قدراتهم المالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يحرمهم من أبسط الخدمات الرقمية.

• الإنترنت الفضائي: حل مرهق وغير مثالي

في ظل هذا الواقع، انتشرت خدمة الإنترنت الفضائي كحل بديل في عدد من أحياء حلب وخاصة حي السكري، حيث يلجأ الأهالي إلى تقاسم الاشتراكات بين الجيران لتخفيف الأعباء المالية ، ورغم ذلك، تبقى هذه الخدمة باهظة التكلفة وغير منتظمة وتعاني من انقطاعات كثيرة، وتتراوح أسعار الجيجابايت الواحد بين 80 إلى 150 ألف ليرة سورية شهريًا ناهيك عن تكاليف التركيب الأولية.

• نداءات لإيجاد حلول.

في خضم هذه المعاناة، يوجه المواطنون نداء عاجلًا لمديرية الاتصالات بحلب للمباشرة في حل هذه المشكلة، مع ضرورة الإفصاح عن أسباب التأخير ووضع خطة عمل واضحة لتلبية الطلبات المتزايدة.

كما طرح الأهالي سؤالًا جوهريًا حول الجدوى الاقتصادية لهذا الوضع متسائلين: لماذا تذهب أموال المواطنين إلى شركات الإنترنت الفضائي بينما يمكن استثمارها في تطوير البنية التحتية الرقمية الحكومية التي توفر خدمة أفضل بأسعار معقولة؟

هذه الشكاوى تعكس تزايد القلق من استنزاف موارد المواطنين في حلب في خدمات بديلة مكلفة، بينما تبقى الخدمات الرسمية إما غير متوفرة أو بأسعار لا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن العادي.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار