بقلم | جهاد يحيى جمال….
في شمال شرق سورية تعقد الاجتماعات وتُرفع الشعارات وكأنها احتفال بالوحدة بينما الوجوه الحاضرة تعرف جيداً أن ما يجمعها ليس مشروعاً وطنياً بقدر ما هو خوف مشترك من صفحة جديدة في تاريخ البلاد هناك من يجد في المنابر المؤقتة ملاذاً من أسئلة الغد فيصنع مؤتمرات تُذكّر بالماضي أكثر مما تبشر بالمستقبل وجوه جاءت من أماكن بعيدة بعضها ترك أرضه يوم تغيّرت الرايات وبعضها وجد في ظل الكفيل فرصة ليبقى في المشهد حتى وإن كان الثمن أن يحمل ما لا يشبهه وبين المقاعد رسائل لا تخطئها العين لمن يريد أن يرى خارطة البلاد بألوان غير ألوانها وقصص عن رعاة يفضّلون أن تبقى الأرض ضعيفة على أن تجتمع كلمتها كلمحات من التاريخ تعود بأسماء وأزياء جديدة لكنها تحمل الروح ذاتها التي عرفها السوريون قبل عقود حين حاول البعض رسم حدود لم تعش أكثر من غفلة عين
اليوم يبدو المشهد مشابهاً في العيون لكنه يختلف في القلوب فالمكان يعرف أهله والذاكرة تحفظ الدرس والشعب الذي وحّدته التجارب لن يترك حاضره يُرسم بفرشاة الغير.