تحالف الوجوه العفنة التي لم تقرأ تاريخ سورية

بقلم |  مصطفى الدناور…..

في أرض تتقاطع فيها الرياح وتتشابك فيها الظلال تجتمع وجوه لا يجمعها الدم ولا الحلم بل خوف من صباحٍ قد يأتي بلا استئذان هناك من يفرش الأرض بسجاد الكلمات ويرفع فوقها رايات زاهية الألوان تخفي خلف خيوطها خرائط أخرى وحسابات قديمة المقاعد مصطفة كأنها مسرح لرقصاتٍ متوارثة تؤديها أقدام اعتادت الدوران حول نفسها فيما العيون تلمح بعيداً وجوهاً خلف الستار تراقب المشهد بابتسامة من يعرف أن الحبال في يده على الطاولات أوراق تشبه خرائط الطقس لكنها لا تتحدث عن المطر بل عن تقسيم الغيم على مقاس من يريد أن يبقى الظل طويلاً في الزوايا أصوات تحاول أن تعيد للأذهان ألحاناً بائدة كانت ذات يوم تُعزف على مسامع من ظنوا أن الليل سيطول لكن الفجر جاء وكشف الوتر المقطوع التاريخ يطل من النافذة يبتسم ساخراً فقد رأى هذا العرض من قبل حين حاولت أيادٍ غريبة رسم خطوط على جسد البلاد لكن الأرض لفظتها والشعب حفظ الطريق بين الحقول والجبال حتى وإن غيّروا أسماء القرى اليوم يتكرر المشهد بأزياء جديدة ووجوه تظن أن الأقنعة تخفي الملامح لكن الأرض تعرف أهلها والذاكرة لا تمحو ملامح من حاولوا بيعها يوماً والقلوب التي اجتمعت مرة ستعرف كيف تحرس البيت من كل من يحاول اقتسامه وفي آخر الممر الطويل تقف ظلال تعرف كيف تغيّر ألوانها فمرة تتوشح برداء العشيرة ومرة بألوان الغريب ومرة بشعارات الحرية لكن خطاها تسير على إيقاع صفير يأتي من وراء الحدود هناك حيث تُوزّع الأدوار وتُرسم الحدود ويُمنح كل ممثل نصه ليلعبه في مسرح تقسيم البلاد بينما المشهد الحقيقي ينتظر خارج القاعة حيث يقف شعب يعرف أن الحكاية أكبر من كل هذه العروض.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار