سورية ليست للبيع….  مؤتمر الحسكة… حلف الأقليات بوجه جديد وخطاب مزيف

بقلم العميد أحمد حمادة..

لم يكن مؤتمر الحسكة المسمّى زورًا بـ“وحدة المكونات” سوى محاولة سافرة لإعادة تجميع بقايا حلف الأقليات تحت عباءة التعددية والديمقراطية المزعومة. هذا الحلف الذي كان لعقود الأداة المفضلة لنظام الأسد في ضرب إرادة الأغلبية الشعبية السورية، يعود اليوم بوجوه وأسماء جديدة، لكنه بنفس الأجندة القديمة: اقتسام النفوذ، وفرض شروط مسبقة على مستقبل البلاد، حتى قبل أن يوارى الأسد التراب.

 

انضم إلى هذا التجمع الهجري، الذي خطف قرار الدروز من ساحات الكرامة إلى حضن المشاريع  المشبوهة، وغزال غزال، شيخ العلويين الذي خرج مجددا بعد  فشل فلول النظام في اقتطاع الساحل ذات يوم وطلب الحماية الدوليةو لكنه لم يتوقف عن السعي لتكريس الانفصال العملي تحت مسمى “اللامركزية”. أما قسد، التي تلطخت يداها بممارسات إقصائية بحق المكونات العربية في مناطق سيطرتها، فتستغل المنصة اليوم للتملص من الاتفاق مع الحكومة السورية الجديدة وفرض نفسها كقوة مستقلة في الجيش السوري ” وكأن الثورة السورية لم تقدّم دماء أبنائها منذ 2011 لإسقاط العصابة الأسدية المجرمة بينما كان الآخرون يأخذون وضع المزهرية.

البيان الختامي لم يخجل من التنظير لدستور جديد ونظام لامركزي، متناسيًا أن هذا الشعب دفع مليونًا ونصف المليون شهيدًا في سبيل إسقاط طغمة كيماوية، لا ليستبدلها بمشاريع كانت حتى الأمس القريب تسبّح بحمدها. بل زادوا على ذلك بالهجوم على الإعلان الدستوري الحالي وبتقديم أنفسهم ممثلين حصريين لـ“التعددية”، في إقصاء فجّ لكل القوى الثورية الحقيقية.

هذا المؤتمر المشبوه ليس لقاءً عابرًا بل هو جزء من تحرك سياسي منظّم هدفه ملء الفراغ بعد سقوط الأسد، وتأمين مواقع نفوذ لقوى الأقلية على حساب إرادة الشعب، مع خطاب “مدني” موجه للغرب لاستدرار القبول والدعم الدولي بينما الواقع على الأرض يكشف مشروعًا تقسيميًا ناعمًا يهدد وحدة سوريا ومستقبلها.

 

لكن ليعلم هؤلاء جميعًا: سوريا الجديدة التي يريدونها لن تُبنى على حساب دماء شهدائنا، ولن تكون ملعبًا للمغامرين بمصيرها. الأغلبية التي فجّرت الثورة، وواجهت الكيماوي والبراميل قادرة على مواجهة كل مشاريع الوصاية والتقسيم مهما تلونت شعاراتها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار