زيارة البطريرك يازجي إلى قصر الشعب… دلالات وطنية ورسائل سياسية

بقلم محمد مهنا ……

في مشهد يعكس عمق التلاقي بين مكونات الشعب السوري وحرصها على تعزيز الروابط الوطنية، استقبل رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، حيث جرى التأكيد على الدور الوطني للكنيسة في ترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية وصون السلم الأهلي. هذه الزيارة لا يمكن قراءتها فقط كبروتوكول رسمي، بل تحمل دلالات سياسية عميقة تؤكد أن الدولة السورية ماضية في نهجها القائم على احتضان جميع المكونات الدينية والقومية، وأن الكنيسة، بما تمثله من ثقل روحي واجتماعي، شريك أصيل في حماية النسيج الوطني. إن البطريرك يازجي بمكانته الروحية ورمزيته العابرة للحدود الدينية، يعيد التأكيد من دمشق على أن المسيحيين السوريين كانوا وما زالوا جزءاً أساسياً من قلب الوطن، وأن الكنيسة ليست بعيدة عن قضايا الناس والوطن، بل منخرطة في مسيرة الدفاع عن استقراره ووحدته. ومن زاوية سياسية أوسع، يمكن اعتبار اللقاء رسالة واضحة للخارج بأن سوريا الجديدة تنسج علاقاتها الداخلية على قاعدة متينة من التفاهم بين مكوناتها، بعيداً عن مشاريع التفتيت والفرقة التي راهنت عليها قوى متعددة. كما أن الحضور الكنسي في قصر الشعب يعكس دعماً معنوياً لمشروع الدولة الوطنية الحديثة، حيث تتلاقى الرمزية السياسية والدينية في موقف واحد يعزز اللحمة الوطنية. وبالمحصلة، فإن زيارة البطريرك يوحنا العاشر إلى قصر الشعب تمثل خطوة ذات بعد وطني ورسالة سياسية مزدوجة: إلى الداخل بأنها دعوة دائمة للتمسك بالمواطنة الجامعة، وإلى الخارج بأن سوريا عصيّة على محاولات شرذمتها، وأن الكنيسة بما تمثل من تاريخ وإرث روحي، تؤكد مجدداً أنها جزء من معركة الدفاع عن الوطن ووحدته.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار