المجتمع المحلي ومعركة البناء وإعادة الإعمار 

حسن أسعد ..

يؤكد المجتمع المحلي يومًا بعد يوم في المناطق التي احتضنت الثورة، أنه قاطرة إعادة الإعمار والبناء كما كان قدوة في التضحية والفداء طيلة أعوام الثورة .

وفور انتهاء عمليات ردع العدوان وبعد أن منّ الله علينا بالفتح والخلاص من النظام البائد ، تحرك المجتمع المحلي مطلقاً عشرات المبادرات بهدف تأمين الاستقرار لأهلنا العائدين من مخيمات النزوح في المناطق التي طالتها آلة حرب النظام القاتلة، التي دمرت أبسط مقومات الحياة، ولم يسلم من شرها البشر والحجر.

وايماناً من مجتمعنا المحلي بأن دوره لا يقف عند حد المشاركة في عمليات التحرير، بل يتعداه إلى المشاركة في معركة إعادة البناء والتعمير وتحمل مسؤولياته تجاه مجتمعه ، نجده شريكاً فعالاً مساهماً في هذه العملية التي انطلقت فور اعلان النصر الذي واكبه، وذلك بإطلاق المبادرات التي نلمس نتائجها اليوم على الأرض، والتي بدأت بحملات إعادة أهلنا النازحين إلى قراهم وبلداتهم وصولاً لتركيب أجهزة الإنارة مروراً بعمليات ترحيل الأنقاض ومخلفات الحرب، وتأمين مياه الشرب وتقديم الخدمات الصحية وتأمين الخبز والدواء ..الخ هذه الخدمات الضرورية لاستقرار العائدين.

وقد توجت هذه المبادرات بإطلاق حملات التبرع لإعادة بناء وترميم المساجد والمدارس. هذه الأعمال التي بمجملها تشكل عامل استقرار للنازحين.

صحيح أننا نطلق عليها اعلامياً (مبادرات ) لكنها في الحقيقة تمثل قيم ومبادئ راسخة في مجتمعنا الذي يريد أن يؤكد للعالم أنه وكما قاد معركة الخلاص من الظلم، وضحّى بالغالي بثورة طال عمرها وتجاوز الأربعة عشر عاماً ، أنه سيقود معركة إعادة البناء والإعمار التي بدأت اليوم، بداية مبشرة تستحق منا كل الاحترام والتقدير.

إن التسميات التي تطلق هذه المبادرات، نابعة كلها من الوفاء والكرم والتضحية التي امتاز بها مجتمعتا المحلي منذ القدم، وعلى امتداد الجغرافيا السورية.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار