تعيين الشيخ سليمان عبد الباقي: بداية عهد جديد في السويداء

بقلم: العميد أحمدحمادة…

في خطوة بدت للكثيرين إستثنائية في توقيتها ودلالاتها، تم تعيين الشيخ سليمان عبد الباقي مديرًا لقوى الأمن الداخلي في مدينة السويداء. ورغم أن القرار في ظاهره إداري بحت، إلا أن أبعاده العميقة تشير إلى تحوّل نوعي في النهج المتّبع في إدارة شؤون المحافظة التي عانت طويلاً من التهميش والتسلّط كما هو الشعب السوري في زمن النظام البائد.
السويداء، التي لطالما وُضعت تحت وصاية زعامات مُصنّعة على المقاس الأمني، عاشت سنوات من العبث السياسي والاقتصادي، حيث استُخدمت الطائفة كغطاء للفساد والمحسوبيات. واليوم، يبرز اسم الشيخ سليمان عبد الباقي كوجه نقي ومختلف ووطني ، عُرف بمواقفه الأخلاقية والوطنية، سواء قبل الثورة السورية أو بعدها، ما يجعله خيارًا غير تقليدي في بيئة اعتادت على القيادات المعلّبة.
تعيين الشيخ عبد الباقي لا يمكن فصله عن المشهد السياسي الأوسع. فهو رسالة واضحة مفادها أن الدولة الجديدة— و مؤسساتها الوليدة باتت تدرك أن زمن الطغيان لم يعد قابلًا للاستمرار، وأن إعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية قد تكون المدخل الحقيقي لأي مصالحة أو إعادة بناءللدولة.
لقد أثبتت تجارب السنوات الماضية أن التغيير لا يمكن أن يأتي من داخل منظومة ملوّثة بثقافة الاستبداد والفساد، بل من أولئك الذين إمتلكوا الشجاعة لرفض الواقع ويعملون لتغييره للأفضل ، والدعوة إلى إدارة شفافة تنبع من نبض الناس لا من تعليمات الأجهزة الأمنية.

الأمل اليوم أن يكون هذا التعيين بداية تحول نحو نهج جديد يعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس من الكرامة، والمحاسبة، والعدالة. فما يريده السوريون ليس مجرد تغيير في الأسماء، بل إسقاط كامل لمنظومة الفساد والقمع التي أسس لها النظام البعثي على مدى عقود.

السويداء اليوم أمام فرصة نادرة. وإذا ما استُثمرت هذه اللحظة بحكمة، فقد تتحول المحافظة إلى نموذج لما يمكن أن تكون عليه سوريا المستقبل: دولة مدنية، عادلة، قائمة على الشراكة الحقيقية بين السلطة والمجتمع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار