جهاد جمال…
زيارة السيد الرئيس إلى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية عميقة فهي أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ توليه الرئاسة وجاءت في توقيت حساس يشهد فيه العالم توترات متصاعدة في الشرق الأوسط وتحديات كبرى للنظام الدولي.
السيد الرئيس يدخل إلى هذا المحفل العالمي ليس فقط لإلقاء خطاب بروتوكولي بل ليطرح رؤية سورية حول قضايا الأمن والاستقرار وليؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول والابتعاد عن التدخلات الخارجية.
و من المتوقع أن يتم التركيز على قضايا محورية تتعلق بدور الأمم المتحدة في حل النزاعات والملف الإنساني في سوريا إلى جانب الدعوة لفتح مرحلة جديدة عنوانها إعادة الإعمار وبناء الثقة مع المجتمع الدولي.
وفي الوقت ذاته يسعى إلى تثبيت موقف بلدنا كفاعل رئيسي في المنطقة سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو بمستقبل التوازنات الإقليمية ما يجعل خطابه محط أنظار كثير من العواصم.
في المقابل تراقب واشنطن الزيارة بقدر من الحذر فهي تدرك أن السيد الرئيس يحاول توظيف منبر الأمم المتحدة لإعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي وتثبيت شرعيتها السياسية وهو ما قد يفتح الباب لخطوات لاحقة من الحوار والتفاهمات
الإعلام بدوره قرأ هذه الزيارة كإشارة إلى عودة دمشق إلى قلب المشهد الدبلوماسي إذ يصفها مراقبون بأنها اختبار حقيقي للمرحلة المقبلة بينما اعتبرها آخرون بداية لإعادة تموضع سوريا في الساحة الدولية.
وبين الترقب والانتظار تبقى أهمية هذه الزيارة في كونها تضع سوريا من جديد على طاولة النقاش العالمي وتفتح نوافذ سياسية ودبلوماسية ستفضي في قادم الأيام إلى مزيد من التقدم في العديد من المجالات وأهمها السياسية والاقتصادية وهو ما يجعل مشاركة السيد الرئيس اليوم حدثًا سياسيًا لافتًا يتجاوز حدود الخطاب إلى رسم ملامح جديدة لعلاقة سورية مع المجتمع الدولي.
#صحيفة_الجماهير