الجماهير – حسن أسعد…
عام مضى ..ومازال الفرح عامراً، يغمر القلوب التي اشتاقت له وعملت لأجله طيلة أربعة عشر عاماً.
عام مضى .. وكأننا لم نلبث إلا عشية وضحاها .. كأنه حلم، وأي حلم هذا الذي حققه السوريون في عشرة أيام، حلم اختلطت فيه مشاعر الخوف والقلق الحذر والترقب واليأس والأمل .
حلمٌ ..نصرٌ ..فتحٌ ..كُتب في السماء وأنجزه أهل الله وخاصيته الذين صدقوا الوعد، شهادة تسر الصديق أو ميتة تغيظ العدا ( فأثابهم الله فتحاً مبيناً ) ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).
وبدأت تباشير الحلم وراحت تلوح في الأفق علامات النصر مع أول طلقة أطلقت في معركة ردع العدوان التي بدأت بدك معاقل الطغيان في قبتان الجبل لتطوى بعدها الأرض تحت أقدام المجاهدين.
في يوم وليلة فتحت حلب وكما وعد القائد الشرع فحماة، وقدر حمص التاريخي أن تفتح سلماً للمرة الثالثة، ودون أن تراق قطرة دم واحدة ( مرتان فُتحت سلما بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ،
وخالد بن الوليد ) واليوم فتحت سلماً على ايقاع مشاهد فرار جرذان مرتزقة لنظام البائد ويتابع الفاتحين حتى وصلوا مبتغاهم لتضج جنبات الشام والساحل والعالم بفرحة النصر والتحرير.
أتكذب العين والرايات خفاقة ..
أم تكذب الأذن والدنيا زغاريد..
وما أن انقضت العشرة أيام حتى صار الحلم واقعاً ملموساً ..صار الحلم فتحاً مبيناً ..صار الحلم تحريراً وعيداً .
ونحن اذ نعيش أفراح التحرير في ذكراها الأولى لابد وأن تنحني الهامات بكل خشوع واحترام أمام تضحيات الرجال الذين أنجزوا التحرير ، أن تنحني الهامات لدموع الثكالى والأرامل والأيتام المقدسة، لضعفائنا الشعث الغبر الذين طالما أقسموا في صلواتهم أن ينصرهم الله ونصرهم نصراً مؤزراً أنساهم آلام وأوجاع وأحزان وقهر أربعة عشر عاماً مضت.
إنه فتح وتحرير إلهي.. ( رفعت الأقلام وجفت الصحف).
#صحيفة_الجماهير