جهاد جمال..
في اللحظة التي ينبغي أن يقف فيها أي قائد أمام آلام شعبه بخشوع وخجل كان بشار الأسد يقف ليتهكم يشتم شعبه الذي أنهكه بالبراميل والحصار ويزدري جنوده الذين دفعهم إلى الموت دفاعاً عن كرسيه ويتندر على مدن دمرها بإجرامه كأن الخراب نكتة عابرة لا علاقة لها بدماء الناس ولا بذكريات البيوت التي سواها بالأرض ولا بصرخات الأطفال تحت الركام هكذا كان يتعامل مع سوريا كما لو أنها ملكية شخصية وليست وطناً من ملايين الأرواح.
والمؤلم أكثر أن بعض السفهاء ما زالوا يحنّون إلى عهده وكأنهم نسوا المقابر الجماعية نسوا طوابير الجوع ونسوا أنه باع البلاد لكل قوة غازية مقابل بقائه بينما اليوم تعمل الحكومة السورية الجديدة ليل نهار تبني ما تهدّم تعيد المؤسسات إلى الناس وتفتح الطريق نحو دولة تحترم مواطنيها وتعيد الاعتبار لكل مدينة عانت من الاستبداد لا تكل ولا تمل من العمل لأنها تعرف معنى المسؤولية وتؤمن أن سوريا تستحق أفضل من حكم القمع والخراب.
الفرق بين الأمس واليوم ليس مجرد تغيير وجوه بل تغيير روحي وأخلاقي بين من كان يضحك على الدمار وبين من يسعى لترميم الحجر والإنسان بين من احتقر الشعب وبين من أعاد إليه حقه في أن يكون سيد وطنه هذا هو الفارق الذي يجب أن يراه كل من ما زال يحنّ للطاغية لأن سوريا اليوم تُبنى على يد رجال دولة لا على يد ساخر يقف فوق الخراب ويعتبره إنجازاً.
#صحيفة_الجماهير