محاضرة حول مشكلات الترجمة في الأدب والشعر

المشكلات التي تواجه المترجم أثناء ترجمة النصوص الشعرية والأدبية إلى لغات أخرى كانت من أهم المحاور التي ناقشها المشاركون في ندوة “الترجمة الإبداعية ومشكلات الترجمة ” التي أقامها اتحاد الكتاب العرب فرع حلب، وقدمها د. زياد محبك رئيس الاتحاد وذلك في مقر الاتحاد .
بداية استهلت الندوة د. زبيدة القاضي فتحدثت حول الترجمة في الأدب الفرنسي في القرنين السابع عشر والثامن عشر مبينة بأن مفهوم الترجمة اختلف كثيرا وخاصة بعد القرن السابع عشر، إذ كان للمترجم في ذلك الوقت الحق في أن يغير ويضيف مايشاء للنص الأصلي بما يوافق عاداته وتقاليده وثقافته وبيئته ولكن بعد ذلك تغير مفهوم الترجمة ليصبح إبداعا يقوم على نقل الثقافات الأخرى بأمان دون تجميل أو تعديل في النص الأصلي .

وناقش المحاضر محمد العبد الله بدوره عدداً من العناصر الثقافية التي تعد من أبرز المشكلات التي تواجه المترجم أثناء ترجمة النص الأدبي من اللغة الأم إلى لغات أخرى ألا وهي أسماء الشخصيات ،اللباس ، والعادات والتقاليد ، الموقع الجغرافي وطبيعة البيئة ،وثقافة المجتمع مستشهدا بأمثلة من الأدب العربي وبكتابات الأديب نجيب محفوظ ، مبينا بأن النقل الثقافي يتطلب مقاربة متعددة الجوانب تتجلى باهتمام المؤلف بموضوعه وعلاقته بقارئه ، فالمترجم كما يرى” غوته” عليه إما أن يقدم لأبناء بلده صورة حقيقية وواضحة عن المؤلف الأجنبي مع التزامه الصارم بالنص الأصلي وإما التعامل مع النص الأصلي ككاتب يتعامل مع مادته، يغيرها وفقا لذوقه وقناعته، يقربها من مواطنية الذين يمكنهم بعد ذلك قبولها كما لو كانت عملا أصلياً .

فيما قدم الدكتور عيسى العاكوب بداية تعريفا لمعنى الكتابة الإبداعية فقال : بأن الكتابة الإبداعية نوع من التأليف والابتكار في الأجناس الأدبية المختلفة ، ومن ثم أشار إلى كيفية نقل الشعر إلى لغة اخرى وأهم المشكلات التي تواجه مترجم النصوص الشعرية، موضحا بأن الشعر نوع خاص من الكلام له طبيعة من الصعوبة بمكان ترجمتها، وأن من كبرى مشكلات ترجمة الشعر بأن القارئ ينتظر تدفقا تعبيريا يلبي حاجات تلقيه ، إذ لديه قابلية جاهزة مستقرة من قبل يريد شيئا يناسبها ، فالعروض ، والقافية ، والصور الفنية من أصعب الأمور في ترجمة القصائد الشعرية لأن طبيعة الشعر العربي مختلفة تماما عن طبيعة الشعر في اللغات الأخرى ، وأن من المشكلات التي تواجه من يترجم الشعر عدم امتلاك المترجم الخبرة في لغتي المصدر والهدف . فالمترجم إن أراد أن يكون متمكنا عليه أن يمتلك ميراثا ثقافيا من لغته ورصيدا جيدا من اللغة، وأن يكون حريصا على نقل النص الأصلي بأمانة.
وختمت الندوة التي حضرها عدد من الأدباء والمثقفين بعدد من المداخلات والأسئلة الاستفسارية حول ماتم تقديمه خلال الندوة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار