محمد مهنا..
في الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية نقف أمام عامٍ مضى يحمل في طياته معنى الخلاص ومعنى الوفاء في آن واحد فقد انتصر الأحرار وانتصر الوطن لكن ذاكرة الانتصار لا تكتمل إلا حين نستحضر وجوه الذين مضوا في الطريق الذين فتحوا لنا باب الحرية بدمائهم وبصبرهم وبصمودهم في أقبية الظلم والموت لم يكن هذا الانتصار هدية سهلة ولم يكن طريقه مفروشًا إلا بتضحيات الشهداء الذين ارتقوا وهم يحلمون بسورية حرة عادلة وبالمعتقلين الذين كُسرت عظامهم ولم ينكسر إيمانهم وبالرجال والنساء الذين حملوا الثورة على أكتافهم حتى لحظة النصر لذلك حين نحتفل اليوم لا نحتفل وحدنا بل يحتفل معنا كل شهيد غاب جسده وبقي اسمه منارة ويحتفل معنا كل معتقل خرج إلى نور الوطن بعد أن ترك خلفه سنوات من القهر دون أن يتخلى عن حلم الحرية هؤلاء هم قلب الثورة وهم الذين صاغوا بصلابتهم هذا اليوم الذي نعيشه اليوم نقف لنقول إننا لم ولن ننسى شهداءنا فهم نبض هذا الانتصار وروحه لن ننسى المعتقلين الذين دفعوا أثقل الأثمان ليبقى الوطن واقفًا لن ننسى الأمهات اللواتي قدّمن أبناءهن ووقفن صابرات يزرعن في الأجيال القادمة معنى الكرامة واليوم وبعد عام على الانتصار نعيد العهد أننا سنبقى أوفياء لهذه التضحيات وأن سورية التي بُنيت بدماء أبنائها ستبقى وفية لها وأن ذاكرة الشهداء ستبقى دليل الطريق كلما ثقل الدرب وكلما اشتدت التحديات لقد انتصرنا لأنهم ضحّوا ولأنهم آمنوا ولأن الوطن كان أكبر من الألم وما يزال هذا الانتصار يحمل أسماءهم ويكبر بذكراهم وينبض بهم في كل خطوة نحو المستقبل فسورية الحرة اليوم تمتد بجذورها إلى دم الشهداء وصبر المعتقلين وإرادة الأحرار الذين صنعوا فجرها الجديد ولن ننسى ولن نتراجع وسنبقى على العهد ما دام في الصدور نفس وما دام للوطن حق علينا أن نكمله حتى النهاية.
قد يعجبك ايضا