جهاد جمال..
ما يكشفه نجاح تطبيق MOFA SY ليس مجرد أرقام تقنية بل تحولا عميقا في فلسفة العمل القنصلي حيث تنتقل الخدمة من المزاجية والازدحام والانتظار إلى التنظيم والعدالة والشفافية الفكرة الأساسية هنا أن الرقمنة لم تعد ترفا إداريا بل ضرورة لحماية كرامة المواطن المغترب وتخفيف أعبائه اليومية فحجز الموعد إلكترونيا وإلغاؤه ومتابعة المعاملة والتواصل المباشر وتقديم الشكوى كلها أدوات تعيد التوازن بين المواطن والمؤسسة وتكسر حلقات الابتزاز والفوضى التي تراكمت سنوات طويلة التجربة تؤكد أن الحلول التقنية حين تقترن بإرادة إدارية ورقابة حقيقية قادرة على إنهاء أزمات مزمنة مثل الدور والوساطة والضغط على الناس كما أن اعتماد التطبيق في جميع البعثات يعكس توجها موحدا للدولة في التعامل مع المغتربين باعتبارهم أولوية لا عبئا والأهم أن هذه الأرقام تفضح فكرة قديمة عند النظام البائد كانت ترى المشكلة في المواطن لا في النظام بينما تثبت اليوم أن التنظيم هو مفتاح الحل وأن العدالة تبدأ من آلية الحجز لا من باب القنصلية ومع توسيع قدرات المراكز القنصلية وتفعيل الدعم الفني ومنصات الشكاوى يصبح المواطن شريكا في تحسين الخدمة لا مجرد متلق لها ومع استمرار تطوير التطبيق نحو الدفع الإلكتروني والمتابعة الكاملة للمعاملات فإن التحول الرقمي هنا يبدو مسارا لا رجعة عنه لأنه ببساطة يختصر الوقت ويقلل الاحتكاك ويعيد الثقة ويضع الخدمة العامة في مكانها الصحيح كحق منظم لا كمنّة أو استثناء.
قد يعجبك ايضا