تحية إلى قطر في يومها الوطني

أسامة سعد الدين..

 

في الثامن عشر من كانون الأول /ديسمبر من كل عام، تحتفي قطر بيومها الوطني، الذي يخلّد ذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني عام 1878، مؤسس الدولة وباني نهضتها الأولى، وهو يوم تتجدد فيه معاني العزة والسيادة، وتُستحضر فيه القيم التي شكّلت أساس المسيرة القطرية: الكرامة، الثبات على المبدأ، والانتصار للحق والإنسان.

ويأتي هذا العرس الوطني، لتؤكد قطر بقيادتها وشعبها، أن الوطنية ليست شعاراتٍ تُرفع، بل نهج راسخ في السياسة والأخلاق، وأن الانتماء للوطن يرتقي حين يقترن بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة والإنسانية

فمنذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011 وقفت قطر إلى جانب الشعب السوري في حقه بالحرية والكرامة دعمًا إنسانيًا وإعلاميا وسياسيًا وإغاثيًا لم ينقطع عبر السنين.

وقد سجل التاريخ لقطر أنها كانت أول دولة تفتتح سفارة في الدوحة عام 2013 ترفع فوق مبناها علم الثورة السورية في موقف جسّد شجاعة أخلاقية ورسالة تضامن عميقة مع تطلعات السوريين إلى الحرية.

وتجلّى أسمى صور هذا الموقف في عام 2016 حين اختارت قطر أن تُلغي احتفالات اليوم الوطني تضامنا مع مدينة حلب الجريحة وأطلقت بدلاً منها حملة وطنية بعنوان “حلب لبيه”، لتجعل من المناسبة منبرا للعطاء وجسرا يصل بين مشاعر الشعب القطري وآلام المدنيين المحاصرين وقد تجاوزت تبرعات الحملة 310 ملايين ريال قطري (85 مليون دولار) في ملحمة إنسانية شارك فيها المواطنون والمقيمون من كل الفئات كبارا وصغارا.

هكذا أثبتت قطر أن اليوم الوطني ليس مجرد احتفال بذكرى بل فرصة لتجديد الالتزام بالقيم الإنسانية وتجسيد معاني الوحدة بين المبادئ الوطنية والضمير الإنساني.

وفي يومها الوطني تستحق قطر تحية تقدير وعرفان من السوريين على موقف لم ينقطع منذ ربيع 2011 وعلى دعم لم تحكمه الحسابات الضيقة بل انطلق من إيمان بعدالة القضية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وهو موقف سيبقى محفوراً في ذاكرة السوريين كجزء من تاريخ مشترك كُتب في زمن المحنة.

لقد أثبتت قطر أن الإيمان بالهوية لا يتناقض مع الانفتاح على العالم وأن الطموح الوطني يصبح واقعًا حين تُبنى الأوطان على العزيمة والعطاء.

تحت شعار هذا العام “بكم تعلو ومنكم تنتظر” المقتبس من كلمة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدًا أن قوة قطر تكمن في أبنائها وإرثها الإنساني.

في هذا اليوم العزيز، نجدد والشكر لقطر على مواقفها الأصيلة وجهودها المتواصلة في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، ونسأل الله أن يديم عليها نعمة الأمن والازدهار، وأن يوفقها لمزيد من العطاء في ميادين الخير والعروبة والإنسانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار