“لوكيشن”: هلوسات مخرج بين أحلام محطمة وحقيقة زوجة مخلصة

الجماهير – أسماء خيرو..

قدم المخرج حكمت نادر عقاد عمله المسرحي الجديد “لوكيشن” على خشبة دار الكتب الوطنية في حلب، ضمن فعاليات مهرجان حلب المسرحي 2025. العمل من تأليف أسامة إسماعيل، وبطولة مانيسا ماردنلي ومحمد سقا ونجاة كاتبي، ومساعد مخرج طارق خليلي.

يتناول العرض قصة مخرج محبط (يجسده محمد سقا) يحول منزله إلى ستوديو تصوير. تبدأ الأحداث باستقبال المخرج “جهاد” لفتاة تحلم بالتمثيل (جوليا، تلعب دورها مانيسا ماردنلي) لإجراء تجربة أداء، تتحول تدريجياً إلى جلسة علاج نفسي مكثفة تستحضر ذكريات مؤلمة عن خيانة واغتصاب وضياع في زمن الحرب.

ليكشف العمل في نهايته أن مشهد التجربة بأكمله كان مجرد هلوسات سمعية وبصرية عاشها المخرج داخل جدران منزله، وأن “جوليا” شخصية من سيناريو فيلم مرفوض كان يحلم بإخراجه، بينما تبقى زوجته المخلصة الشخصية الوحيدة الحقيقة في عالمه المنهار. وتختتم المسرحية بحوار مؤثر للزوجة تكشف فيه عن خوفها من “البقاء بلا معنى”، في إشارة إلى جوهر العمل الذي يبحث عن المعنى في العلاقات والحياة رغم العواصف.

وقد لاقى العرض إعجاب الجمهور، حيث يقدم مرآة مكبرة لهشاشتنا الإنسانية وحلمنا العنيد بالبقاء.

وفي تصريحات خاصة لـ”الجماهير”:

· عبر المخرج حكمت نادر عقاد عن سعادته بعودة المهرجان، واصفاً نص “لوكيشن” بأنه “مستفز” كمادة ورقية على صعيد الإخراج وللممثلين أيضاً، وكُتب قبل أكثر من سبع سنوات. وأوضح أنه اعتمد على “الواقعية المفرطة” وكسر التابوهات، مشيراً إلى أن رسالة العمل تدور حول الأحلام المكبوتة بسبب الجدران والمشاكل التي تواجهنا.

· أوضح الممثل محمد سقا (دور جهاد/جو) أن شخصيته تعاني من عقدة نفسية بسبب الرفض المتكرر لسيناريوهاته، مما يؤدي إلى هلوسات، مؤكداً أهمية المهرجان في اكتشاف المواهب وتمنيه أن يتطور ليصبح مهرجاناً قطرياً يجمع أعمال جميع المحافظات.

· قالت الممثلة مانيسا ماردنلي (دور جوليا) إن للمهرجان نكهة خاصة بعد تحرير سوريا، وأشادت بتعاونها مع المخرج عقاد الذي يمنحها شخصيات جديدة تتطلب جهداً كبيراً، كما نوهت بتميز إدارة مسرح حلب القومي.