يقوم المشروع الصهيوني على ثلاث مرتكزات المرتكز الأول ..الاستيطان اي تهويد الارض من خلال عملية التطهير العرقي بتهجير السكان العرب الفلسطينيين من ارضهم وجلب مكانهم يهود صهاينة يستوطنون مكانهم وهذا ما جرى عام 1948 وهي سياسة مستمرة حتى اليوم وما شاهدناه بالفترة الاخيرة بأحياء القدس وما نشهده اليوم بالنقب يأتي في هذا السياق ..المرتكز الثاني هو العدوان , دوره الوظيفي , اي ان من أنشأ ودعم هذا الكيان من دول استعمارية بريطانيا سابقا قبل النكبة والولايات المتحدة الامريكية حاليا لجعلة ثكنة عسكرية متقدمة بالمنطقة تقوم بدور عدواني تلبية لحاجة امريكا ومصالحها بالمنطقة..المرتكز الثالث هو الشراكة بين الكيان والمركز الامبريالي وهي شراكة مختلة لصالح المركز الذي ساهم ودعم انشاء هذا الكيان ..ونحن اليوم امام الأحداث والتطورات في فلسطين المحتلة من محاولات تهويد احياء بالقدس وتهجير اهل النقب علينا ان نسلط الضوء على المرتكز الأول وهو الاستيطان وان ما يجري اليوم من تهجير واستيطان هي اعمال اجرامية وهو ليس قرار هذه الحكومة الصهيونية او تلك بل هذا السلوك العدواني هو جوهر ومضمون المشروع الصهيوني وهو جزء من اعتقادهم الخرافي باعتبار أرض فلسطين ارض الميعاد حسب توراتهم المزورة.
امام هذا التشخيص للفكر الاستيطاني الصهيوني فإن كل المناشدات الدولية وكل الوساطات من هنا وهناك لن تثني الحكومات الصهيونية عن قراراتها بإشادة المزيد من المستوطنات او وقف التهجير والترانسفير العنصري لأن اي حكومة مهما كان وصفها عند البعض يمينية او يسارية او معتدلة / وكلها حكومات عدوانية / لن تجرؤ على اتخاذ قرار بوقف الاستيطان لأن هكذا قرار يفقدها مبرر وظيفتها وهو تأمين الأمن والاستقرار للمستوطنين وتأمين القاعدة الآمنة لتكون قادرة على القيام بدورها الوظيفي العدواني على الأمة وبالمنطقة وهذا لا يمكن أن يتم الا بمزيد من الاستيطان والتهجير للسكان العرب الفلسطينيين .
النكبة عام 1948 كانت المحطة الاهم والابرز بذلك واستمرار الاستيطان اليوم بالضفة الغربية والقدس والتهجير لسكان النقب يأتي في ذات السياق لذلك لا يمكن مواجهة سياسة الاستيطان والتهجير القسري الا بتأمين مستلزمات وعوامل صمود الشعب الفلسطيني ليكون قادرا على مقاومة الاحتلال والتمسك بأرضه ورفضه لأي شكل من أشكال التهجير وهذه مسؤولية أحرار الأمة الوطنية والقومية والدينية والاخلاقية لمواجهة العدوان الصهيوني المستمر بحق الشعب الفلسطيني الصامد المرابط بأرضه والمشتبك بشكل يومي مع الاحتلال حتى زواله وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة .