الجماهير ـ محمد العنان
لا يلبث المواطن أن يطوي صفحة موجعة في مواجهة أزمة ما حتى يصطدم بواقعة جديدة تقض مضجعه من جديد وكأنه مكتوب عليه أن يبقى يلهث (ليقلع شوكه بيديه) وذلك في ظل غياب الشفافية في الدوائر الرسمية تجاه هذه المظاهر التي تخلق طابوراً هنا وآخر هناك..
في هذا السياق قال السيد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية: “التقصير الأكبر خلال الفترة الماضية كان في عدم شفافية المؤسسات الحكومية مع المواطن, ولكن غياب المعلومة لا يبرر تبني معلومات غير موثوقة”.
ويبدو لنا أن الجهات المعنية بالمشتقات النفطية لم تصلها هذه الرسالة بعد ما تسبب بحدوث موجات من الطوابير حول الغاز, أما اليوم فموضوع البنزين يتصدر المشهد حيث سرّبت بعض مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن إجراءات حكومية حول تخفيض مخصصات السيارات العامة والخاصة من البنزين المدعوم على أساس البطاقة الذكية وانتشر الخبر كالنار في الهشيم, وتسبب الأمر بازدحام على محطات الوقود وإغلاق بعض المحطات أبوابها أمام السيارات.
نحن ندرك جيداً أن الواقع الحقيقي لكميات البنزين لا ينذر بأزمة حقيقية, وندرك أيضاً أن تخفيض الكميات من 40 ليتر إلى 20 ليتر لا يؤثر كثيراً على احتياجات السيارات إلا أننا ندرك أيضاً أن الجهة المعنية تركت لوسائل التواصل الاجتماعي ثغرة حدثت من خلالها بلبلة انعكست على الشارع بشكل عام.
لا يكفي أن يقوم وزير النفط بجولات على بعض محطات الوقود المزدحمة ويقول إن توزيع مخصصات البنزين للسيارات على دفعتين جاءت كإجراء احترازي في مواجهة الازدحام الناشئ عن شائعات تسببت بها وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان حري بالوزارة أن تصدر بياناً رسمياً لوسائل الإعلام الرسمية وحسم الأمر في مهده.
إن الابتعاد عن الشفافية بشكل مقصود هو أكثر من خطأ .. وإذا كان بشكل مقصود فهو أكبر يجب أن يعالج .. وفي كلتا الحالتين تكون النتائج موجعة وربما كارثية.
وكما قيل .. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
رقم العدد 15641