إجماع على أهمية تعزيز عوامل الوقاية ونشر الوعي من مخاطر الإدمان .. الندوة العلمية التوعوية حول مخاطر الإدمان تضيء على خطر المخدرات وإدمانها
الجماهير ـ حسن العجيلي
التوعية كأحد أهم عوامل مواجهة المخدرات بأنواعها والإدمان عليها هو العنوان الأبرز الذي أكدت عليه الندوة العلمية التوعوية ” شبابنا أملنا – فلنقيهم من المخدرات ” والتي أقامتها شركة الرازي للصناعات الدوائية بالتعاون مع وزارتي الداخلية والصحة وإدارة مكافحة المخدرات والمجلس العلمي للصناعات الدوائية وقيادة الشرطة وجامعة حلب وعدلية حلب ونقابتي الأطباء والصيادلة وتضمنت محاور علمية وقانونية وإدارية مختلفة حول المخدرات وخطرها الصحي على الإنسان والاجتماعي والاقتصادي على الأوطان .
محرّمة شرعاً
في المحور الديني أوضح سماحة مفتي حلب الدكتور الشيخ محمود عكام أن المخدر شرعاً حرام لأن الإسلام يحفّز الخير ويحض عليه، مبيّناً أن للإنسان مقاصد وجاء الدين للحفاظ عليها وهي خمسة مقاصد ( العقل –– النفس – الحياة – المال – العرض) ، ويمكن أن يضاف إليها مقاصد أخرى كالعدالة والحرية وغيرها ، وأن الإسلام جاء للحفاظ عليها سواء من خلال الحماية أو الرعاية .
وأضاف الدكتور عكام بأن أهم مقصد هو العقل لأن الدين إذا خلا من العقل يكون هرطقة ويصبح الدين بحد ذاته مخدراً ولأن الإنسان بلا عقل يصبح مجنوناً وإذا خلا المال من العقل تحول للهدر وإذا خلا النسل من العقل كان نزوة ، ومن هنا فإن الإسلام حرّم ما يؤذي العقل والحكم الشرعي هو بالتحريم القطعي ، كذلك فإن الفقهاء ذهبوا إلى معاقبة من يتعاطى المخدر في حين أن عقوبة الاتجار هي كعقوبة المفسد في الأرض وهي الإعدام .
وعن الحلول للإقلاع عن المخدرات قال سماحة مفتي حلب : إن باب التوبة مفتوح للمخطئ كفكرة أولى لدى أي شخص سلك طريقاً خاطئاً ، يضاف إلى ذلك نشر التوعية وتقوية الوازع الديني والأخلاقي لدى الشباب وإحياء الضمير في نفس كل شخص لأن الضمير هو صوت الله في الإنسان ، وتدعيم الترابط الأسري وتعديل الفنون والارتقاء بها لأن الفن الهابط تربة خصبة للفساد والمفسدين وتعديل القوانين لتكون أكثر صرامة.
لا تأثير مخدر للأدوية النفسية
وفي الجانب الطبي تحدثت الدكتورة ماجدة الحمصي رئيسة دائرة المخدرات في وزارة الصحة مستعرضة الخطوات التي تقوم بها الدائرة في الوزارة ومنها مشروع حمايتي الهادف لحماية الشباب ، وتم خلال المحاضرة عرض فيلم توعوي عن مخاطر الإدمان.
وتحدث في المحور ذاته الدكتور بسام حايك مدير عام الهيئة العامة لمشفى ابن خلدون مبيّناً أن الأدوية النفسية والمهدئة المنتجة في سورية ليس لها تأثير المخدرات أو قوتها إلا أن ما يحدث علمياً هو أن المتعاطي يلجأ إلى تناول معظم هذه الأدوية مع بعضها البعض مما يتسبب بتأثيرات إدمانية مع حالة من الهدوء والتركين ، مشيراً إلى نقطة هامة من وجهة نظره وهي دمج المرضى بعد شفائهم في المجتمع من جديد ومتابعتهم بشكل دوري لتجنب النكس .
وأكد الدكتور حايك على أن أفضل طريقة لمنع الإدمان هي بعدم التجربة على الإطلاق والحذر عند أخذ أي دواء ، وتنبيه المريض بأنه في حال شعر بالحاجة إلى جرعة أكبر أن يراجع الطبيب والتحدث إليه ، والتعريف بتأثير المخدرات على المجتمع والإنسان والاهتمام بمكافحتها لأن الوقاية عامل أساسي في مكافحة المخدرات ، مستعرضاً علامات الشخص المدمن وآثار ومضاعفات الإدمان وبرامج العلاج .
عقوبات شديدة فرضها المشرّع
وفي الجانب القانوني تحدث القاضي ليون فابريقه جيان قاضي التحقيق الأول بحلب مستعرضاً العقوبات التي سنتها الحكومة السورية بحق كل حالة من حالات الإتجار بالمخدرات أو تعاطيها ، مقدماً شرحاً عن كل حالة على حدى خاصة ما يتعلق بالإتجار والحيازة وتسهيل التعاطي والتهريب والتصنيع والتواجد في أماكن التعاطي .
تخصيص مواضيع دراسات عليا عن الإدمان
كما أوضح الدكتور عبد القادر هباش من جامعة حلب أن البرامج التي تقوم بها الجامعة من خلال منابرها العلمية والندوات والمحاضرات والمعارض التي تقام فيها، إضافة إلى البرامج العلمية والحقوقية والكيميائية تسهم في تحذير الشباب من خطورة التعاطي والإدمان، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والتربوي للطلاب، منوهاً إلى أهمية تخصيص بعض مواضيع الدراسات العليا في الجامعة بكلياتها المختلفة إلى التوعية بمخاطر المخدرات والتشدد في العقوبات وأن يتم تعديل بعض مواد القانون لتكون أكثر صرامة.
واستعرضت الدكتورة وفاء كيشي نقيب الصيادلة في سورية الإجراءات المتخذة لقوننة صرف الأدوية النفسية والمهدئات والإجراءات المتخذة لضبطها.
استراتيجية متكاملة للمكافحة
وفي الجانب الجنائي بيّن العقيد أحمد حبوس رئيس فرع مكافحة المخدرات بحلب أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وطننا حملت في أحد أهم أوجهها استهداف أبناء الوطن من خلال التشجيع على الإدمان وتوفير المواد المخدرة في المناطق التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، منوهاً إلى دور وزارة الداخلية في منع انتشار المواد المخدرة والإجراءات التي تتخذها في هذا المجال.
واشار الرائد حسام عازار من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إلى أن الإدارة تعتمد استراتيجية متكاملة لمكافحة المخدرات سواء بمكافحة العرض والتي تتضمن مكافحة عملياتية تقوم بها قوى الأمن الداخلي وفروع مكافحة المخدرات ، يضاف إليها القوانين ذات الصلة والمعاهدات التي صادقت عليها سورية والتي ماتزال محتفظة بعضويتها في جميع الهيئات والمكاتب الدولية المعنية بمكافحة المخدرات ، أما الجانب الثاني فيتمثل بمكافحة الطلب من خلال التوعية بمخاطر المخدرات والإدمان عليها ومنع وسائل ترويجها وترويج مصطلحاتها خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .
ت ـ جورج أورفليان
رقم العدد 15644