شعنينة مباركة شيخ باسل

الجماهير- المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي الجمهورية

أرسل لي الكثير من الأصدقاء بمناسبة أحد العاملين قبل عيد الفصح، التهاني والمعايدات وأجملها هي تهنئة من رجل علم إسلامي لي تقول “شعنينة مباركة شيخ باسل”.
نعم الكثير من رجال العلم الإسلامي يسمونني تحببا بالشيخ باسل بالرغم من كوني مسيحيا، ولكنهم بحكم التعاون بيني وبينهم تولدت الثقة بيننا فأطلقوا علي لقب الشيخ.
كنت أنتقل من كنيسة إلى أخرى مهنئا وأصادف مجموعات تسير من كنيسة لأخرى مهنئة. ولكنني أحسست بالغصة فالكثير من الأوجه أفتقدها، وأمر أمام الأبنية التي أعرف ساكنيها لعل أحدهم يخرج ثم أتذكر أنه هاجر.
كنت أسير مبتهجا مع مجموعة من الأصدقاء واليوم أصبحت أسير بقلب يعصره الألم.
أختلس النظرات إلى النوافذ لأرى الأضواء خلفها ولكنها تصدمني بكونها معتمة خرساء وكأنها تقول لا أحد هنا.
أسير على أرصفة تعرفني، وهي الوحيدة التي بقيت تحمل ذكريات طفولتنا وشبابنا.
توزع الرفاق وتفرق الجميع وتشتتت العائلات فكل واحد لديه أصدقاء وإخوة وأقارب نسمع أصواتهم وضحكاتهم في خيال ذكرياتنا.
أنا هنا بقيت
في شوارع تعرفني
أزقة حلب تبتسم لي
باعتها
أرصفتها
شحاذيها
أذكر أمطارها التي كانت تشكل بحيرات صغيرة فكان باسل الصغير “يطبش بها” ويضحك.
ومزاريب أبنيتها القديمة كانت تدلف ماء الأمطار فيضع – هذا الشقي باسل – رأسه ليغسله ثم يذهب إلى البيت ويتلقى التأنيب ولكنه كان يضحك من قلبه.
اليوم ضحكاتنا لا تتجاوز الشفاه
وحزننا يكبر كلما تذكرنا من هاجر
بقيت لأني هنا فقط سيكون اسمي الشيخ باسل
وهنا سيعايدني المشايخ وأولهم أخي الشيخ أحمد حسون مفتي سورية
شعنينة مباركة شيخ باسل
المسيح قام
اللهم اشهد أني بلغت .
رقم العدد 15655

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار