الجماهير ـ محمد العنان
للطوابع .. أصول متجذرة في حياتنا .. فهي ترافقنا منذ صرخة الحياة الأولى حتى النفس الأخير .. نعم .. من المهد إلى اللحد .
وما بين شهادة الميلاد .. وشهادة الوفاة , تتراكم الطوابع في حياتنا ومعاملاتنا ( وتنمو وتكبر معنا ) .. وتتضخم كلما تضخمت همومنا ومعاملاتنا .
سقطت الطوابع البريدية من يومياتنا بسبب التطور التقني والمراسلات الالكترونية ، وبقيت الطوابع الأخرى متشعبة ومتشظية بدءاً من شهادة الولادة عند المختار إلى شهادة الوفاة ، وما بين هذه وتلك ، تتكدس الطوابع على معاملاتنا الرسمية بأشكال وألوان وأسعار مختلفة .
ثمة حديث مع محامٍ عتيق حول هذا الموضوع ، وثمة معاملة أجريتها في القصر العدلي كانت قد احتاجت إلى عشرات الطوابع ، تزاحمت على معظم الأوراق الثبوتية .
لا أدري فيما إذا كانت وزارة المالية بصدد إعادة النظر في مسألة الطوابع والاستفادة من التطور التقني والتكنولوجي والبرامج الحكومية المتعلقة بتبسيط الإجراءات وما إذا كانت بصدد توحيد الطوابع لكل معاملة ؟.
لا أعتقد أن ثمة مشكلة حقيقية في تنفيذ هذا الأمر ، إذ لا بأس من دراسة موسعة يتم خلالها إحصاء المعاملات التي تحتاج إلى طوابع ( من صغيرها إلى كبيرها ) ، وهي مسألة ليست مستحيلة ولا تحتاج إلى اختراعات فضائية .
نعتقد أن وزارة المالية تستطيع تحديد طابع واحد لكل معاملة يتوازى سعره مع أسعار الطوابع المحددة لهذه المعاملة أو تلك ، وتستطيع الوزارة تحديد نسبة العائدات المالية لكل جهة تستفيد من الطوابع وتوزعها لها في نهاية كل عام .
نعتقد أيضاً أن هذا الإجراء يساهم في تخفيف الهدر وتبسيط الإجراءات ، وربما تجفيف أحد منابع الفساد الذي يحصل أحياناً من خلال هذا الموضوع !!
هو مجرد مقترح , ربما يجد أحدٌ إليه سبيلاً .. ( ولو بعد حين ) .
رقم العدد 15857