الجماهير – محمد العنان
نتداول في صباحاتنا مع زملاء العمل تلك اليوميات المثقلة بالهموم وبالكاد نجد فسحة للابتسام، ولعل أكثر ما نتداوله منذ فترة تلك الطوابير التي باتت جزءاً من اليوميات الحلبية خصوصاً فيما يتعلق بالمشتقات النفطية .. طبعاً إلى جانب بعض المؤسسات الأخرى كالمصارف الحكومية ودوائر النفوس ومراكز الخدمات المشتركة وسواها.
خلت الأيام الماضية من الحديث عن الغاز نظراً لانتهاء الأزمة بعد اقرار الحصول على أسطوانة الغاز من خلال البطاقة الذكية .. فظهرت أزمة البنزين ومازالت شوارع المدينة تحكي قصصاً يومية لسائقي العمومي وأصحاب السيارات الخاصة.
منذ أيام رصدت عدستي بائع الغاز وهو يضرب على الأسطوانة في أحد الشوارع وآخر قد أعاد أغنية فيروز لسيارة الغاز في مشهد يدعو للتفاؤل ومذكراً إيانا بالزمن الجميل: وقلنا آنذاك :/ عقبى للبنزين/!!
لم تمض أيام قليلة إلا وقد بدأت مظاهر الازدحام في شوارع المدينة وعادت طوابير الغاز من جديد في مشهد أثار حفيظة الناس وهم يتساءلون عن أسباب عودة هذه الطوابير بعد إسدال الستارة عن أزمة الغاز التي عصفت بالمدينة طيلة فصل الشتاء.
لم يستطع المعنيون حتى الآن التعاطي الشفاف مع هذه الأزمات والقضايا التي تلامس هموم الناس واحتياجاتهم، فالمبررات جاهزة لديهم وعلى شمعاتها علقت جميع الأزمات.
قلنا مراراً لا نريد لأحد من المعنيين أن يقدم استقالته نتيجة أزمة حادة في قطاعه أو الاعتذار للناس نتيجة أزمة ما وعدم التعاطي معها بالشكل المطلوب، كل ما نطالب به هو الكشف عن أسباب هذه الأزمات ووضعها في متناول الناس ليكونوا على بينة من الأمر ومعالجتها في الوقت المناسب، فالاستقالة والاعتذار أمنيات لن نطالها يوماً.
(عذراً فيروز ومعذرة …)
رقم العدد15672