حديث حالم بن نائم ” في حيّنا مسؤول “

الجماهير – حسن العجيلي

يحدثنا صديقنا المنتوف الحلبي قائلاً : إنه وبعد أن تناول طعام الإفطار كاد كأس الشاي أن يطير من يده فزعاً من صراخ ولده الذي جاء يركض من الشرفة مبتهجاً وهو ينادي ” أبي إنهم يغسلون الشوارع وعمال النظافة يعملون ليلاً ويرحلون القمامة من زوايا الشوارع ” فقلت له إنه أمر اعتيادي أن يقوم مجلس المدينة بمثل هذه الأعمال ، لكني تذكرت واقع الحال وأن حيّنا من الأحياء غير المصنفة بنجوم وأن أعمال البلدية المترفة لا تزورها كل يوم ، فهرعت إلى الشرفة أتأكد من حديث الصبي فوقعت عيني على صدق روايته ولفتني حُسنِ درايته ، وأجبته لعلها فضائل الشهر الكريم واستجابة أدعية الصائمين بأن يتغير واقع الخدمات إلى أفضل وتعيش حارتنا أيام نظافة حقيقية بلا حملات وصور دعائية .
وأضاف صديقي المنتوف: وفرحاً بهذا الحال هرعت إلى الشارع أمتّع عيني بهيئته النظيفة ، وما إن نزلت إلى الشارع حتى سمعت أصوات موسيقى مرتفعة وشاهدت إضاءة لامعة ، فسألت أحد الجيران هل من زفاف لشاب أو افتتاح لأحد المحال التجارية ، قال لي بل هو افتتاح لمشروع استراتيجي عبارة عن مستديرة تم تأهيلها وقد جاء المسؤولون لافتتاحها وقص شريطها الحريري ، وهنا عرفت سبب النظافة الزائدة والحملة الليلية المفاجئة التي لا تكون عادة ولم نشاهدها منذ سنوات .
وصعدت إلى البيت أضرب أخماساً بأسداس أسأل نفسي إلى متى نبقى على هذا الحال ، وبينما أنا أفكر أخذتني سنة من النوم زارني فيها صديقي الدائم حالم بن نائم وقال مالي أراك عابساً في ليالي الفضل والفرح ، فأجبته بأن واقع الحال يجعل السعيد حزيناً فمن هموم المعيشة وارتفاع الأسعار وجشع الباعة والتجار والتفكير بإرضاء أفراد الأسرة صغاراً وكبار ، حتى فرحتنا بنظافة وغسيل الشارع لم تكتمل فقد ظننتها لأجلنا وكانت لأجل الزيارة الميمونة ويبدو أنها لن تتكرر حتى يعاد افتتاح مشاريع جديدة .
فابتسم صديقي الحالم وقال لي : لا تيأس ألم تسمع بالجولات الجديدة للمعنيين على الأحياء والأسواق ومنع التجار من الاحتكار ورفع الأسعار ، أما النظافة فسيكون وضعها أفضل وما حدث الليلة إلا بمثابة التجربة المبدئية وسيتبعها حملات إضافية لا ترتبط بالبطاقة الذكية فلن تحدد بأشهر وكميات بل ستكون عامة ومتكررة كرفاهية مطلقة .
وبينما أنا في أخذ ورد مع صديقي الحالم ايقظتني زوجتي ندية بلهجة لا تخلو من نكدية وقالت لي : لقد فرغت اسطوانة الغاز ونحتاج يومين حتى نستبدلها بالبطاقة الذكية ، فقلت لها تدبري أمرك اليوم فأيامنا القادمة هنيّة ، والبشرى أخذتها بزيارة المسؤول لحيّنا التي نأمل أن تتكرر بكرة وعشيّة .
رقم العدد 15672

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سفير إيطاليا يزور جامعة حلب لتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي محافظ حلب يفتتح محطة مياه “الصناعة” في الأتارب بعد إعادة تأهيلها أهلي حلب يتصدر الترتيب العام لبطولة حلب للكيك بوكسينغ "فول كونتاكت و لايت كونتاكت" رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يستقبل وفداً سعودياً رفيع المستوى، برئاسة سمو الأمير فيصل بن فرحان آ... وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى يؤكد خلال لقائه وفداً من أبناء الجالية السورية في استراليا أهمية ت... تعميم صادر عن وزارة الإعلام إلى كافة الإذاعات الخاصة المعتمدة لمراجعة المؤسسة العربية للإعلان بهدف م... مدير المنطقة الشمالية محمد حسين يستقبل وفداً تركياً زار عدداً من المخيمات في ريف إدلب الشمالي وزير الداخلية السيد أنس خطاب وبحضور محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن يفتتح فرع الهجرة والجوازات في م... مصدر برئاسة الجمهورية لـ سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع يزور غداً الأحد دولة الكويت الشقيقة، تلبيةً ل... مواويل ثقافية