الجماهير.. حميدي هلال
الفرق بين حصار الثمانينيات وحصار اليوم هو الهيبة التي اتصفت بها دوريات الضابطة الجمركية والتموين آنذاك ، لضبط ايقاع الأسعار ومنع التهريب والاحتكار.
وما اتصف به عناصر الرقابة من حزم وشدة في أداء مهامهم ، مكنهم من خلق تلك الهالة من الرهبة ، وبالتالي تهيئة الظروف التي ساعدت المواطن – الى حد ما – في التغلب على حصاره أو التخفيف من حدته .
ما يهمني الحديث عنه الآن هو الرقابة التموينية ، وما كانت تحمله لفظة ” تموين ” من معاني ودلالات ، وحين تدوي في الأسواق ، تخيفنا حتى نحن الصغار ، فنهرب مرعوبين عند سماعها ، ولا نلتفت خلفنا ، علما أننا لسنا تجارا ولا نعمل بالتهريب والاحتكار ، لكننا بحكم العادة أصبحنا نخاف على خوف هؤلاء المارقين على قانون التجارة والأسعار .
اليوم يبدو أن جهة حماية المستهلك ليست قادرة على ” حماية المستهلك ” من ضيم التجار ، بقوة العصا ، الشبيهة بعصا شرطي المرور ، فأخذت تتعامل ” بحبية ” وتراخ ، وتتعاطى مع الأمور ببرود وفتور ، فبدأت تعقد الصفقات والتفاهمات مع أصحاب الفعاليات التجارية ومستوردي المواد الغذائية ، على ألا يرفعوا الأسعار ، واذا استدعى الأمر ، تتم من تحت الطاولة عمليات ” بوس ” الشوارب واللحى ، وتبادل ألفاظ الترجي و التمني والاستجداء .!!
والصفقة بين اثنين يعني احدهما صَفَق الآخر ، أي ضربه بيده ، ومن هنا جاءت لفظة التصفيق ، ضرب يد بأخرى.
ونختم بالسؤال المنطقي : أيهما صفق الآخر ، التموين ام التجار ..؟؟ أم أن الاثنين معا صفقا المواطن المحتار .؟! الجواب تعكسه الأسواق والأسعار .!!؟
رقم العدد 15672