حركة شرائية “وهمية” في أسواق حلب.. وخطة تدبير منزلي متقنة لتأمين مستلزمات العيد ..

 

الجماهير – انطوان بصمه جي

من المعروف تقليدياً أنه في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم تبدأ ربات الأسر بشراء مستلزماتها تحضيراً لاستقبال عيد الفطر المبارك .
لم يتغير العيد “التقليد المتوارث” بين الأجيال لكن الإتقان والتفنن في صناعة متطلبات العيد من حلويات منزلية وألبسة بدأ يتغير، إذ تبحث ربات البيوت عن طريقة أو خدعة للتقليل من مصاريف الأعياد إلى أقصى حد ممكن.
تشهد أسواق حلب انخفاضاً في الإقبال على التسوق منذ الصباح حتى ساعات الظهر لتعود تدريجياً بالارتفاع مساء، حيث تعج المحال التجارية بالمتسوقين ، ما يسبب ازدحاماً الأمر الذي يلاقيه فيه البعض ما يدخل البهجة والمتعة إلى قلوبهم.


لكن سرعان ما تختفي البهجة مع مراقبة أسعار السوق “المرتفعة”، ناهيك عن ارتفاع أسعار الحلويات كالمعمول والغريبة والهريسة ليصل الكيلو الواحد منها إلى 2500-3500 ليرة سورية، أما سعر الشوكولا فيتراوح بين 2500-6000 ليرة وذلك باختلاف أنواعها، ليحقق سعر النوع الفاخر منها 11 ألف ليرة للكيلو الواحد.
في سوق التلل الشهير المجاور لساعة باب الفرج الأثرية ترى المحلات على جانبي الطريق ومازالت محافظة على تقليدها القديم، إذ يعرض أصحاب المحال التجارية بضائعهم المختلفة بألوانها المتنوعة على واجهات محلاتهم التي تسحر العابرين فيه، حتى لو لم يرغبوا بالشراء.
جالت ” الجماهير “على عدد من الأسواق المعروفة في محافظة حلب والتقت عددا من المتسوقين ، حيث بينت ولاء “موظفة” التي أجلت موعد شراء مستلزمات العيد قليلاً ولم تصطحب أطفالها إلى الأسواق لشراء ألبسة العيد لهم، بانتظار الراتب وفضلت تأجيل شراء احتياجات العيد ليكون ” العيد بعيدين” حسب ما قالته، ولتكسب مع أطفالهم حضور مراسم الاحتفال بعيد الفطر.
لا ترى بعيون الأم ولاء نوعاً من الحزن، بل تدهشك ابتسامتها العريضة عن سر تواجدها في السوق رغم عدم نيتها للشراء وعدم توفر المال الكافي لديها للتبضع، وتضيف قائلة: ” في كل سنة، اعتدت على تأجيل مشتريات واحتياجات العيد إلى الأيام الأخيرة”، فهي تكسب نزولها إلى الأسواق للتخطيط المسبق والتنسيق للاستعدادات وكتابة أسعار الاحتياجات ومقارنتها بين بعض المحلات الأمر الذي يتيح لها الاختيار الأفضل وبالسعر الأقل.


أما في سوق سد اللوز فالأمر هناك مختلف كلياً، فترى الازدحام الكثيف في الأوقات كافةً، خصوصاً أن السوق المعروف بأنه سوق شعبي وأسعاره تنخفض قليلاً عن باقي أسعار أسواق حلب، حيث تمتد بسطات البائعين أمام المحال التجارية فتدخل السوق المتفرع وترى ما يجذب انتباهك من مختلف الألبسة المزركشة ذات الألوان الزاهية والداكنة إضافة لرؤية ما لذّ لك وطاب من مختلف صنوف الحلويات، لكن حالة نسرين “الفريدة” تختلف عن حالة ولاء، إذ تؤكد لـ “الجماهير ” أن أسعار الألبسة والحلويات ومستلزمات الأعياد المختلفة ترتفع بشكل جنوني في أواخر أيام شهر رمضان وتصل ذروتها في الساعات الأخيرة مع تهافت زبائن (آخر يوم)، وتقول إن التسوق في الساعات الأخيرة قرار خاطئ ويجب الابتعاد عنه، لأن اقتناص فرص الأعياد لتحقيق مرابح وتعويض أيام الركود يسبب الجشع لدى أغلب البائعين، لكن يبقى السؤال قائماً ما الفائدة من افتتاح المحال التجارية إلى ساعات الليل المتأخرة والجيوب شبه فارغة في أيام الأعياد؟ ، ناهيك عن تأمين حاجات العائلة اليومية الذي بات أمراً صعباً.
مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حلب أكدت وجود خطة خاصة لديها لرقابة الأسواق ومنع التلاعب في الأسعار، وأكدت قيامها بتسيير دوريات على مدار اليوم خصوصاً قبيل عيد الفطر المبارك، ولا سيما محلات بيع الملابس والحلويات التي تعتبر من المتطلبات الأساسية لاستقبال العيد.
ت : هايك

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار