بقلم : حميدي هلال
بالمجمل يغيب دور المؤسسات الحكومية في بعده الاجتماعي عن الحضور الشعبي أيام الأعياد، و تنأى بنفسها عن مشاركة الناس أفراحهم، أو على الأقل التخفيف من أحزانهم، فلغة الأرقام وثقافة الفواتير والايصالات تطغى على الطاولة الرسمية.
وكما للفرح حضوره في العيد، كذلك للحزن، فاليوم البيت السوري مكلوم، كنتيجة طبيعة لسنوات حرب طويلة، طويلة بكل شيء، بمدتها، ببشاعتها، بعنفها، بقسوتها، بمخلفاتها … حرب لا حدود لعبارات وصفها.
من هنا يتطلب تعديل النمطية التي اعتمدتها المؤسسات الحكومية في الأعياد، والعمل على إضفاء رونق حياتي جديد ومختلف عن سنوات العادة، كأن يكون لها حضور شعبي تشاركي بين الناس، للتخفيف عن المواطنين بعض الثقل من متطلبات العيد.
ماذا لو أطلقت الشركة العامة للنقل الداخلي مبادرة خدمة النقل مجانا أول أيام العيد …؟ كم ستخفف عن الناس في زياراتهم للمقابر والأقارب والأصدقاء.؟
ماذا لو فتحت القلعة أبوابها لاستقبال الزوار مجانا ليوم العيد .؟ ووزعت المخابز العامة الرغيف مجاناً .؟ والسورية للاتصالات فتحت المكالمات المجانية على الأقل القطرية .؟وكذلك خدمات البريد ؟
ماذا لو اطلقت شركة الكهرباء يوم العيد بلا تقنين ؟ وفتحت مؤسسة المياه صنابيرها بلا قطع .؟
كم سيكون يوما جميلا ..!!
نشر الفرحة والسعادة بين الناس نهج لا بد أن تحققه جميع الجهات والمؤسسات الحكومية، لتأمين فرحة العيد، وضمان الاستمتاع وقضاء الأوقات الجميلة بسلامة وأمان لمختلف الافراد وبكافة الشرائح العمرية صغاراً وكبارا .
مجالات مفتوحة برأسمال قليل ، يمكن للمؤسسات الحكومية الاستثمار فيها اجتماعياً ، ما يكون له طيب الاثر في نفوس الناس ، فهل تفعلها مؤسساتنا الحكومية وتخلع ثوبها الرسمي ليوم واحد ، وتشاركنا هذا العيد بزيها الشعبي ؟؟
رقم العدد 15699