ابداعات حلبية ..!!

الجماهير – حميدي هلال
دقت ساعة بيغ بين معلنة موعد موجز أخبار إذاعة لندن ، في ثمانينيات القرن الماضي ، مذيع النشرة يطالعنا بخبر مفاده أن أهالي حلب شمال سورية يقومون بتصنيع عربات انتحارية ذات ثلاث عجلات ..انها ” الطرطيرة ” وتسمى ” طريزينة ” وتسميات أخرى.
—–
ألمانيا واليابان ومختلف شركات تصنيع سيارات الشحن الصغيرة السوزوكي والهونداي كادت أن تغلق معظم صالاتها وتلغي وكالاتها التجارية في معظم بلدان الشرق الأوسط عندما علمت أن أهالي حلب يدخلون السوزوكي الى الراموسة ” أكبر منطقة صناعية بحلب ” ليقوم ” أبو حلب ” معلم ” المكنسيان ” بالتعديل على صناعتها ليزداد حجم حمولتها لأكثر من المفترض باثنين او ثلاثة أطنان على الأقل ..!!
—–
أطلق عليها الحلبيون عند استيرادها الى سورية تسمية ” التوابيت الطائرة ” ، انها الميكروباصات الصغيرة ” السرفيس ” ، عدل الحلبيون على صناعتها وفككوا المقاعد وأعادوا توزيعها ، وابتدعوا مقعداً إضافياً خلف السائق سمي فيما بعد ” المعاكس ” فأصبحت الحمولة أكثر من 20 راكباً بدلا من الحمولة الحقيقية من 10 الى 12 راكباً .
—–
نتيجة ندرة الوقود كحالة طبيعية من مفرزات الحرب ، شيد الحلبيون في الأرياف محطات تصفية يدوية تقوم على حرق النفط الخام ” المهكر ” من آبار نفط الجزيرة السورية وبدأوا بإنتاج المازوت والغاز والبنزين ، وكادوا أن ينتجوا الغاز المنزلي لولا لطف الله ( لكانت كارثة ) ، وسنة بعد أخرى طوروا عملهم حتى وصلوا الى محروقات تحاكي المحروقات النظامية ، رغم وقوع حوادث احتراق منزلية ، وأمراض جلدية ، ناهيك عن سحب الدخان التي غطت سماء الريف الحلبي الناتجة عن عمليات الاحتراق.
—–
اليوم آخر ابداعات أهالي حلب وبعد أن ضاقوا ذرعا من ندرة العملة الورقية فئة الخمسين ليرة، أصحاب ” السرفيس ” الميكروباصات العاملة على خطوط النقل الداخلي ابتدعوا بديلا عن نقص تلك الفئة النقدية القداحات والبسكويت وحبات ” الدروبس ” لإكمال مرتجع المئة ليرة .
رقم العدد 15709

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار