الفنانة سلوى جميل : المركزية والاحتكار ساهما في تهميش الفنان الحلبي وحوار يتناول ” باب الحارة ” ومشكلات الفنان الحلبي ، والفن المسرحي والسينمائي
الجماهير/ حميدي هلال
عُرفت بتألقها الفني عبر شاشات التلفاز السوري ومسارح حلب، كما أنها معروفة بصوتها الغنائي المميز وأدائها التمثيلي الناجح عبر المسلسلات ومشاهد الدراما السورية. كانت بدايتها الفنية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي ..
“الجماهير” استضافت الفنانة الحلبية سلوى جميل، فكان للحديث شؤون وشجون وجرأة..فتحنا باب الحارة بثوبه الجديد، وتناولنا حضور الفنان الحلبي في الدراما السورية، الفن الحلبي ضمن دائرة الدعم والاهتمام أم أنه مهمش؟! موقفها من المسرح القومي ونقابة الفنانين، وقصتها مع جدة المطران كبوجي، والدراما السورية ومحاكاتها للأزمة، وملفات أخرى بدأناها من باب الحارة.
*أما آن الأوان لباب الحارة أن يُغلق؟!
– هناك من يقول إن مسلسل باب الحارة دخل مرحلة الوهن بدءاً من جزئه الثالث، وخضع للكثير من التجاذبات على صعيد الإخراج والتأليف والشخصيات الفنية إلى أن وصل بجزئه العاشر الذي عرض في رمضان هذا العام بثوب جديد وبنسبة تغيير الأصل إلى ما يقارب المئة بالمئة، ولم يبق من الحارة سوى الباب .. برأي الفنانة جميل التي شاركت بجزئه العاشر، أما آن الأوان لباب الحارة أن يغلق .. ولماذا هذا الإصرار على الاستمرارية بهذا الاسم، وينتج كعمل جديد بالشكل والاسم؟!
– جواباً على سؤالنا هذا بيّنت الفنانة جميل أن المسلسل اعتباراً من الجزء الثالث إلى الجزء التاسع رسم الحارة الشامية وموروثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها وحياتها اليومية بشكل لا يقارب الحقيقة من خلال تناوله حالة الحلاق الطبيب وكذلك الجهل، رغم أن تلك الفترة الزمنية في دمشق كانت تتميز بازدهار الطب والصيدلة والعلوم ووجود الجامعات، وقد ظهرت حالة التعصب للحي من خلال حارة الضبع والانغلاق الثقافي وغيره من الظواهر السلبية ..
أما لماذا استمر المسلسل بهذا الاسم رغم التغير الذي طرأ عليه؟!
تقول “جميل”: أردنا أن نصحح الصورة التي تناولها المسلسل للحارة الشامية عبر أجزائه المتواصلة من خلال نسف الحارة القديمة وهدمها بالكامل وتقديم صورة حقيقية تحاكي الحياة الشامية بصورتها الصحيحة، ولو قدمنا هذا الجزء باسم جديد وقطعنا سلسلة أجزاء باب الحارة، لبقيت تلك الصورة المشوهة مطبوعة في ذهن المشاهد العربي والمحلي عن حارات الشام.
*المركزية همّشت الفن والفنان الحلبي
– يرى الكثير من الوسط الفني الحلبي أن الفنان الحلبي قد انحسر دوره في الدراما السورية..أو غُيّب عنها بفعل فاعل، وكانت للفنان الحلبي معاناته الخاصة وخاصة خلال الأزمة.. هل هو تقصير يتحمل مسؤوليته الفنان الحلبي أم أنه تهميش مورس بحقه ..وهل الفن الحلبي بالمجمل في دائرة الاهتمام أم الإهمال؟!
تقول “جميل”: إنه بكل أسف هناك عدة عوامل ساهمت بتحييد الفنان الحلبي، منها المركزية والاحتكار التي ساهمت إلى حد بعيد في تهميش الفنان الحلبي، وعدم إشراكه في الأعمال الدرامية. واقتصرت الأضواء ودائرة الاهتمام حول ” فنان العاصمة “.
وتضيف: إن حلب كما هي مشهورة بالصناعة والتجارة كذلك فهي تزخر بمخزون فني ثقافي كبير، ولدينا فنانون متميزون وموهوبون، ونصوص جيدة، ومخرجون على مستوى متقدم، مايشكل حالة فنية جديرة بالاهتمام ويجب التركيز عليها والعمل على إبرازها . إن المسؤولية الكبرى تقع بالدرجة الأولى على نقابة الفنانين المركزية، ولابد من أن تؤدي دورها بالشكل المطلوب للاهتمام بالفنان والفن الحلبيين، وأن يكون لحلب خصوصيتها واستقلاليتها .
* المسرح إلى أين؟!
– أين موقع المسرح اليوم ولماذا بدأ بالتراجع عاماً بعد آخر، وأين سلوى جميل من المسرح القومي؟!
وتؤكد الفنانة جميل هنا أن المسرح تراجع أمام الشاشة الفضية، وأن الكثير من الأعمال المسرحية سرقها التلفزيون وأصبحت تعرض على شاشته، ما أفقد المسرح خصوصيته الاجتماعية والترفيهية المهمة للأسرة، وتراجع دوره الاجتماعي. ودعت إلى ضرورة تمكين المسرح من جديد ودعم هذا القطاع وافتتاح مسارح جديدة نظرا لأهميته ودوره الفني والأسروي .
وتشيد جميل بالمسرح القومي ورسالته الوطنية التي يؤديها وخاصة في حلب، إذ شهد هذا القطاع تطوراً واهتماماً ملحوظين من قبل مديرية الثقافة بحلب، موجهة التحية لمدير الثقافة والمسرح القومي بحلب جابر الساجور الذي ترى أنه لم يوفر جهداً في تقديم الدعم والمساندة للنهوض بهذا الفن .
ولا تمانع جميل من مشاركتها بأي عمل مسرحي هادف بغض النظر عن الجانب المادي إذ لا تعتبر المسرح مصدراً للرزق بالنسبة لها، وإنما هو رسالة إنسانية.
* سلوى والسينما ..
– كيف كانت تجربة الفنانة جميل في السينما؟!
وهنا تحدثت جميل عن تجربتها السينمائية من خلال مشاركتها بفيلم للمخرج السينمائي محمد ملص يحمل عنوان «حلم باب المقام»، وهو إنتاج تونسي – فرنسي إذ كانت تجربتها السينمائية الأولى، وعن هذه التجربة قالت : “شكلت لي بطولة هذا الفيلم تغييراً جذرياً في حياتي الفنية اكتشفت بعدها أن التمثيل في السينما يمثل عالماً آخر للفنان وبالتالي جعلتني هذه التجربة السينمائية أحترف التمثيل بشكله الصحيح”.
*الدراما السورية والأزمة
– هل استطاعت الدراما السورية أن تقدم الأزمة وحالة الحرب بشكلها الصحيح أم أنها اقتصرت على جوانب دون أخرى؟!
تجيب الفنانة جميل عن هذا السؤال بالقول: إن الدراما السورية استطاعت إلى حد ما أن تلامس معاناة الناس خلال الأزمة ولكنها لم تلم بكل جوانبها، فتناولت الحالة الاجتماعية والتحول الذي طرأ على الأسرة كالفقر والتهجير والتشرد في الحدائق والهجرة القسرية، وتناولت ظاهرة الاتجار بالأعضاء البشرية، وبعضاً من ممارسات العصابات الإرهابية والأفكار المتطرفة وحالات القنص والخوف والرعب .
*جديد الفنانة جميل ..
– ماهو جديد الفنانة جميل؟!
تقول “جميل”: أحضّر للمشاركة في الجزء / ١١/ من مسلسل باب الحارة ..إضافة إلى عمل جديد يتناول حياة المطران هيلاريون كبوجي في مسلسل من تأليف حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب، ويتناول حياة المطران بكل مراحلها من الولادة إلى الوفاة، ويصور العمل في عدة مناطق جغرافية تنقّل فيها المطران، ومنها حلب، وتلعب فيه دور الجدة في مرحلة طفولته.
* ملخص حياة الفنانة :
ولدت سلوى جميل في مدينة حلب، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، شاركت في عام 1999 في أربعة مسلسلات تلفزيونية وهي «الفوارس» و«رمح النار» و«بقايا صور» و«حي المزار»، ومع بداية الألفية الثانية شاركت في مسلسل الزير سالم عام 2000، ثم في 2003 شاركت في مسلسلين “ربيع بلا زهور” ، و”أنا وعمتي أمينة” .
منذ عام 2004 شاركت سلوى بمسلسلات مهمة حيث قدمت دور “أم سعدى” في مسلسل “أبو زيد الهلالي” والذي يعد بداية نجاحها الفني، ثم شاركت في مسلسل نزار قباني عام 2005.
وكذلك في مسلسل «باب المقام» من إعداد وسيناريو وحوار محمد أبو معتوق، عن نص مسرحي للأديب وليد إخلاصي بعنوان «مقام إبراهيم وصفية» .
وفي نفس العام 2005 شاركت في مسلسلي «عصي الدمع» و «الطريق الوعر».
شاركت بعد ذلك في عدة مسلسلات مثل «طرة ولا نقش» ومسلسل «باب المقام» و«فتافيت» عام 2009، ثم بعد ذلك شاركت في مسلسل «الإمام» في 2017 ومسلسل «روزنا» عام 2018 . وأخيراً في الجزء العاشر من باب الحارة.
رقم العدد ١٥٧٢٣