الجماهير – أسماء خيرو – بشرى فوزي
اختارت جمعية أصدقاء اللغة العربية ثلاثة أصوات نسائية عبّرن فيها عن الحب والأمل والألم وصمود الوطن في أمسيتها التي أقامتها بالتعاون مع مديرية الثقافة في مقرها ببستان القصر .
وجمعت المشاركات بين القصة والشعر والزجل ، حيث مزجت الزميلة بيانكا ماضية في قصتها “هبوط اضطراري لسيف الدولة ” بين عبق الماضي ووجع الحاضر وأعادت الحاضرين بذكرها لسيف الدولة الحمداني إلى ذلك الزمن الجميل الذي حاول الإرهابيون تلويثه بالتخريب والتدمير ، واصفة شعور سيف الدولة وهو يرى حلب مدينته التي لم يتعرف على ملامحها وصدمته بما ألحق بها الإرهابيون من دمار ، وتأكيده لحامية القلعة بأن حلب وقلعتها لا تسقطان بيد المخربين والغزاة .
أما الشاعرة صافية شيخو فقد أثارت كماً من التساؤلات بقصيدتها ” أنشودة الرحيل ” عندما فقدت احساسها بالألوان والجمال فهي تحيا بجسد بلا روح حيث قالت :
أنا الان أشبه بوتر بلا لحن
بخطوات بلا درب
بريشة بلا ألوان
فراشة أضاعتها الحقول
تتقاذفني أرصفة الحنين من ميل الى ميل
ثم انتقلت الشاعرة لتتحدث عن ليلة مختلفة من الليالي والأيام حيث أصبحت ترى الظلام ظلماً راقياً محبباً ، وقالت في قصيدتها ” ليلة طاغية ” :
ليلة طاغية على كل ما في وجهي
تمارس أرقى أنواع الظلم على شفاه روحي
الغياهب متمردة في مدن الظلام وللنفس المستبدة شهيات من الأماني
واختتمت الشاعرة شيخو مشاركتها بقصة نثرية بعنوان ” على سبيل التمني ” .
وصممت الشاعرة أديل برشيني بكلماتها بطاقة جميلة وهي تخاطب طائر الشعر الذي ترى فيه الجمال بكل أشكاله وتطلب منه أن يطير بها ويحلق بعيداً فقالت :
يا طائر الشعر حذاري أن تضيع في غابات الزيتون
فأنا أنتظرك في حقول القصب الندية
تعال وافتح لي صدرك العميق الأخضر ولو الى يوم واحد
كي اتحول الى برق مخضل تحت أمواجك
كي أطير معك في أعماق الظلمات وفي الغابات
وفي قصيدتها ” إلى الحلم ” استطاعت الشاعرة بكلماتها الجميلة أن تطير بنا الى عالم الحلم الجميل الذي ننشده جميعا في واقعنا فقالت :
بخمر الحلم أسكرت الليالي أريج الشوق ريحان دعاني
رسمت الوجد في رهج حروفي نجوم الحبر بوح قد جفاني
وتابعت الشاعرة التحليق في عالم الحلم المتنوع حيث تحدثت عن المتناقضات في الحلم فتارة ترى المد وأخرى الجذر ومرة تتحدث عن الهدوء وأخرى عن الصخب لتحط بنا في نهاية رحلة القصيدة عند فكرة الحياة والموت حيث قالت :
حقيقة حلمي أليست حقيقة .. أكون بحرا بنفسي أجوب بحارا مدايا
وبين مد وجذر ….وبين هدوء وصخب ….تبقى الحياة سؤالاً….وموت الحياة جواباً .
كما كان للشاعرة وقفة مع الزجل ختمت به مشاركتها في الأمسية .
حضر الأمسية عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين .
ت : خالد صابوني
رقم العدد ١٥٧٢٥